الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

علــى ضوء ذلك، ستشــكّل الفترة التي أعقبت هــذه الهجمات؛ لحظة فارقة في ، عبر دخولهم في سلسلة " حزب العدالة والتنمية " و " حركة التوحيد والإصلاح " تاريخ من المراجعات في التصورات والمواقف، أســفرت عن بروز تحولت عديدة، ســواء على المستوى التنظيمي للحركة أو على المستوى المرجعيات التي تستند عليها. أ. سياق الهجمات وانغلاق بنية الفرص السياسية ، أحداثًا دامية؛ جرّاء انفجار 2003 مايو/أيار 16 لقد شهدت الدار البيضاء، بتاريخ قوي شهدته بعض المرافق السياحية، والذي تبين أنه بفعل إرهابي، الذي ظل المغرب في منأى عنه مقابل بعض بلدان الجوار. فقد كشــفت التحقيقات عن تورط مجموعة مــن الأفراد الذين تــم تجنيدهم من الخارج، والمنحدرين أساسًــا من بعض الأحياء الهامشية بالمدينة. تبعت هذه الأحداث مجموعة من الإجراءات والتدابير الأمنية والجتماعية التي أقدم عليها المغرب بعد ذلك، والتي تعززت بسَــنّ مجموعة من التشريعات الزجرية، كقانون مكافحة الإرهاب، وأيضًا متابعة العديد من شــيوخ الســلفية المعروفين بتشدد طروحاتهم وأفكارهم. كما شهدت الأحداث إقدام المغرب، على إعادة هيكلة الحقل الديني، بما يتوافق مع السياسات القاضية بحصر منابع التطرف والتشدد. هذا، وبما أن العناصر التي ثبت تورطها بالعمليات الإرهابية، منحدرة في غالبيتها من مناطق هامشية، أقدم المغرب على سَنّ مجموعة من البرامج الجتماعية التي تستهدف في عمقها الرفع من الوضع الجتماعي للفئات في وضعية اقتصادية صعبة. بالمقابل من ذلك، كشــفت هذه الأحداث عن معطى سياسي أساسي، تمثل في تصاعد الحساسية السياسية من كل التنظيمات والتيارات ذات المرجعية الإسلامية. لهذا ، تقريعًا إعلاميّا وسياسيّا من " حركة التوحيد والإصلاح " و " حزب العدالة والتنمية " شهد مجموعة من الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني محملين الحزب والحركة، من خلال الخطاب الذي تروج له من داخل المؤسسات الرسمية، المسؤولية المعنوية عن دعم وتنامي خطاب التطرف والعنف الذي أدى إلى وقوع تلك الأحداث. خلال هذه الفترة، عاشت أطر الحركة والحزب فترة عصيبة من تاريخ وجودهم " حزب العدالة والتنمية " الرســمي بالمؤسسات الدســتورية؛ فقد كان التوجه نحو حل حول هذه النقطة: " عبد الإله بنكيران " ، يقول " حركة التوحيد والإصلاح " وحظر عمل

184

Made with FlippingBook Online newsletter