الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

التحول الذي أصاب هيكل حزب العدالة والتنمية، بعد انحصار بنية الفرص السياسية مايو/أيار الإرهابيــة، وما خلّفته من تداعيات على موقع 16 أمامه انعكاسًــا لأحداث الحزب الذي أضحى رقمًا سياســيّا وازنًا في المعادلة النتخابية والسياســية بالمغرب، وذلك من خلال عنصرين تحليليين: أ. النتخابات عند الحركة الإسلامية: المشاركة من أجل الخسارة والحركة الأم " حزب العدالــة والتنمية " فــي ظل انغلاق الفرص السياســية أمام بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، تنامى " التوحيد والإصلاح " الوعي لدى قادة الحزب وأطر الحركة، بضرورة البحث عن قنوات للتوافق مع السلطة السياسية، وذلك من أجل تأمين مكتسب شرعية الندماج في العملية السياسية الرسمية، نائبًا برلمانيّا التي أحرزها 42 خصوصًا أن الحزب أضحى يشكّل كتلة برلمانية قوية بـ . 2002 سبتمبر/أيلول 27 بالنتخابات التشريعية، لـ بنــاء علــى ذلك، توجه الحــزب نحو مجموعة من التنازلت تخص مشــاركته النتخابية، حينما وجد نفسه في بيئة شبه سلطوية، ونسق سياسي غير مفتوح كليّا وغير مغلق كليّا. وهنا، كان العمل على اســتثمار الفرص المتاحة أمامه ولو كان ذلك على حســاب أيديولوجيته المرجعية، فأقدم الحزب على تقليص حجم مشــاركته النتخابية أحمد " في أكثر من مناســبة انتخابية، بالإضافة إلى الإقدام على تنحية رئيس الحركة من على رأس الفريق النيابي وذلك " مصطفى الرميد " ، والموافقة على تنحية " الريسوني بما يتلاءم مع إرادة السلطة السياسية. التشريعية 2002 سبتمبر/أيلول 27 انتخابات ● تجدر الإشــارة بداية إلى أن اللعبة النتخابية في المغرب تتأســس على قاعدة التوازن بين مكونات المشــهد السياســي، وهي بذلك تضع حدودًا للفاعلين الحزبيين حتى تضمن عدم اكتساح أي طرف للنتائج النتخابية. استراتيجية النظام السياسي " حزب العدالة والتنمية " في ظل هذا الوضع، استوعب عبد الإله " النتخابيــة، فكان حريصًا على عــدم خلخلة هذه التوازنات، وهو ما يبرره إن حزب العدالة والتنمية لم يكن يريد نتيجة انتخابية ل تستطيع البلاد " بقوله: " بنكيران تحملهــا، وإن الجزائر كمثال لحالة كان التغيير الســريع فيهــا كارثيّا. ولذلك، يحتاج

192

Made with FlippingBook Online newsletter