المرجعيات والمنطلقات الأيديولوجية الحزبية للفاعل الإسلامي. فــي الواقــع، تتيح التجربة السياســية الجديدة للفاعل الإســ مي بالمغرب قيد الدراســة، إمكانية إعادة صوغ العديد من التساؤلت حول الممارسة السياسية للفاعل الإسلامي بالمغرب، فضً عن إذكاء المنطلقات التحليلية السابقة في تحليل الحركات الإسلامية من موقع المعارضة، بمساءلة ممارساتها وهي من داخل موقع صناعة القرار السياسي، ودرجة مبادرتها في بناء سياسات عمومية تمتح من مرجعيتها الأيديولوجية. تفاعً مع ذلك، سيسعى هذا الفصل إلى مساءلة الممارسة السياسية للفاعل الإسلامي، وهو يدبر الشأن العام من موقع قيادة الحكومة المغربية. أولً: الحركة الإسلامية المغربية في سياق الحراك الشعبي خلقــت الفجائية التي أحدثها الحراك الشــعبي العربي، ارتباكًا في عملية تفاعل التيارات السياســية عامة والحركات الإســ مية خاصة مع تداعيات هذا الحدث. ما بيــن منضمّ ومشــارك في الحراك، وبين معارض له ومــن اتخذ موقع التريث والتردد في اتخاذ موقف متســرع من المشــاركة خشية من المسارات التي قد تسفر عنها هذه الحتجاجات. في المغرب، انقسمت الحركات الإسلامية ما بين مشارك في الدينامية جماعة العدل " ، متجسدًا في موقف " فبراير 20 حركة " الشعبية التي خلقتها احتجاجات التــي كان لها موقف إيجابي منذ البدايــة من الدعوة للاحتجاجات وبين " والإحســان ، التي " حركة التوحيد والإصلاح " و " حزب العدالة والتنمية " موقف معارض تجسد في عبَرت عن توجسها من هذه الحتجاجات، متحججة في ذلك بجهلها للجهات الداعية لهذه الحتجاجات، ومن المآلت التي قد تُحدثها في ظل تسارع الأحداث بالمحيط الإقليمي، الذي أسفر عن سقوط النظام السياسي بكل من تونس ومصر. أوســع انقســام ببيته الداخلي في تاريخ وجوده " حزب العدالة والتنمية " شــهد بالســاحة السياســية المغربية؛ بسبب الموقف الرســمي الذي اتخذه تجاه المظاهرات ، " فبراير 20 حركة " التي دعت لها فعاليات شــبابية وجمعوية وسياســية، تحت اســم والتي ظهرت إبان الحراك الثوري الذي عرفته المنطقة العربي في العديد من بلدانها. وهو ما خلق تفاعً ونقاشًا داخليّا، تفرّق بين المتوجس من هذا القرار، والمنافح عنه مختلقًا بذلك مجموعة من المبررات والحجج.
204
Made with FlippingBook Online newsletter