إن الهدف من هذا الرصد والتحليل هو الوقوف على مدى قدرة وجاهزية النسق المنتج للخطاب داخل الحزب والحركة، على التفاعل والتعاطي مع حدث احتجاجي، يحمل مطالب سياســية جماعية تهم كافة المغاربة. لســيما أن الوضعية والظرفية التي حزب الأصالة " كان يمــر منهــا الحزب، كلها تتجه نحو تحجيمه سياســيّا من خلال القيادي " عالي الهمة " ، الذي وُلد خصيصًا لهذه المهمة، وفق ما صرّح به " والمعاصرة بالحزب آنذاك، في أول خروج إعلامي له بعد إنشاء الحزب. ثانيًا: مسلسل الإصلاح الدستوري: بين الثوابت المرجعية والبراغماتية السياسية مارس/آذار 9 شــكّل الإعلان الملكــي عن إصلاح الوثيقة الدســتورية، بتاريخ ، في ظل الدينامية التي أحدثها الشارع المغربي، لحظة فارقة في مسار تحولت 2011 حركة " وذراعه الدعوية " حزب العدالة والتنمية " الفاعل الإسلامي الحركي المتمثل في ، وذلك في سبيل إعادة موضعة موقع الحزب في المشهد السياسي " التوحيد والإصلاح المغربي، ثم اســتثمار لحظة النفتاح السياســي من أجل بلــورة مجموعة من الرؤى والتصورات التي كان الحزب عاجزًا عن تبليغها، وتحقيقها في ظل الوضعية السياسية السباقة. تأسيسًــا على ذلك، سيســعى هذا المحور من البحث لتناول الرؤى والتصورات التي أقامها الحزب والحركة بشــأن إصلاح الوثيقة الدســتورية عبر المحاججة حول المحــددات والحــدود التي اعتمدتها لبلــورة مذكراتها الدســتورية، وكيف فاوضت ضمن التفاعلات السياســية التي عرفها المشــهد السياسي آنذاك، من أجل الدفاع عن اختياراتهــا، وكيــف انتهى بها الأمر في نهاية المطاف لتعديل بعض مواقفها والتصلب فــي مواقف أخرى، وما المخرجــات التي أفرزت موقف الحزب والحركة بالتصويت الإيجابي على الوثيقة الدســتورية، ودالت ذلك على التحولت الفكرية والتنظيمية التي عرفها الفاعل الإسلامي الحركي بالمغرب، وكيف يمكن قراءة الموقف الإيجابي من الإعلان " حركة التوحيد والإصلاح " أو لدى " حزب العدالة والتنمية " ســواء لدى الملكي لإصلاح الوثيقة الدستورية، ثم الخلفية الأيديولوجية التي أطّرت رؤية الحركة للإصلاح الدســتوري، وإلى أي درجت اســتكانت للمرجعية الإسلامية في مقترحاتها الإصلاحية.
213
Made with FlippingBook Online newsletter