نوفمبر/ 25 للانتخابات التشــريعية، " حزب العدالة والتنمية " الســابقة، حمل برنامج ، مســتجدات في أسلوب التعاطي مع المحددات المؤطرة لرصد 2011 تشــرين الثاني الأهداف ووضع التدابير الإجرائية المصاحبة لها. في الواقع، إن المقترحات والرهانات والإجراءات التدبيرية التي ضمَنها الحزب برنامجه النتخابي، تؤشّر على تحول عميق في رؤية الحزب وسلوكه السياسي لتدبير الشأن العام، لما تحمله من نزعة واقعية، وتشخيص للمشاكل القتصادية والجتماعية، مع اقتراح بدائل رقمية بمؤشرات قابلة للتطبيق وفق سقف زمني معقول؛ حيث إن جُل الأهــداف التي وضعها الحزب في برنامجه النتخابي، صاحبها بإجراءات عملية وفق أرقام وإحصائيات تشخّص الأعطاب وتعطي البدائل الممكنة لذلك. الملاحــظ أن هنالــك تحولت تكــرس الرؤية الواقعية التــي أضحى يتمتع بها الحزب، في نظرته للقضايا السياسية والجتماعية والقتصادية؛ حيث انتقل من التركيز بدرجة أولى على التدابير المتعلقة بالحفاظ على الهوية الإســ مية، إلى التركيز أكثر على التدابير الإجرائية المتعلقة بأولويات السياســات العمومية. ونحن هنا ل نســائل مــدى نجاعة وواقعية التدابير التي يعتمدها البرنامج في شــتى المجالت القتصادية والجتماعية والسياسية، ولكن الغرض بالأساس يتجه نحو مساءلة التحول الذي طرأ على مستوى البنية المعتمدة من طرف الحزب لتسطير برنامجه النتخابي. . تكريس الرؤية الواقعية 2 بالطلاع على البرامج النتخابية التي روجها الحزب خلال المحطات النتخابية ، وصولً عند المحطة النتخابية لتشريعيات 2007 و 2002 و 1997 الســابقة، ســنوات . نلحظ التطور الذي لحق تمثلات وتصورات الحزب 2011 نوفمبر/تشرين الثاني 25 للممارسة السياسية، وتدبير الشأن العام، والنعطافة التي مكّنته من النتقال من العتماد على برنامج قائم على رؤية هوياتية إلى برنامج قائم على رؤية للسياســات العمومية، أو بمعنــى آخر، التحول من التفكير بمنطق المشــروع المجتمعي إلى منطق البرنامج النتخابي، فالمشــروع المجتمعي الذي يقوم على بُعد الشــمولية في طرحه، ســواء للقضايا السياسية أو الجتماعية أو الحقوقية، ل يسعى لأن يؤسس في نهاية المطاف إل نزعة إقصائية تجاه الأطياف السياســية والمجتمعية الأخرى، وهو ما يتعارض مع منطق الدولة الوطنية الحديثة.
239
Made with FlippingBook Online newsletter