الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الحكامة والدمقرطة، ســواء على مستوى معايير دعم الدولة (الحكومة) للعمل الفني، أو على مستوى إحداث لجان الدعم والمراقبة. فعلى المستوى الثقافي والفني، دعا الحزب إلى اعتماد سياسات ثقافية وفنية تعيد العتبار للهوية المغربية والإنســان المغربي وقائمة على المواطنة والحرية والمسؤولية والإبداع، والنهوض بالثقافة الوطنية وتقوية انخراطها في جهود التنمية والإصلاح عبر التربية على الروح النقدية في التعامل مع الأعمال الثقافية والفنية ومن وسائل الإعلام المرئية المكتوبة وإدماج ذلك ضمن مناهج التعليم الأساسي، وتمسك الحزب بمدخل حماية الطفولة والناشــئة من مخاطر الدعاية العنصرية، والغلو التطرف، والســتغلال الجنسي للأطفال، والتحريض على العنف، وذلك بالدعوة إلى سَنّ قانون خاص بذلك، يؤطّر المنشــط الثقافي والفني، ونَصّ على ضرورة إقرار مبدأ الســتثناء في المجال الثقافي بمختلف أشكاله، وأكد على ضرورة إقرار سياسة شفافة لدعم الأعمال الثقافية والفنية مبنية على معايير موضوعية وإقرار آلية ديمقراطية لتكوين لجان الدعم والمراقبة وتقييم حصيلتها ســنويّا. أما على المســتوى الإعلامي، فقد ركز البرنامج على قضية الحرية والديمقراطية والتعددية وعلى تشــجيع المنتوج الوطني وعلى تحســين صورة المرأة في الإعلام؛ إذ نصّ أول إجراء على دعم إعلام ديمقراطي حر ومسؤول يعكس التعددية السياســية والقافية ويخدم الهوية الوطنية وينخرط في التنمية المجتمعية، كما نص على إقرار سياسة جديدة لدعم الإنتاج الوطني ونشر المنتوج الوطني في وسائل الإنتاج الســمعي البصري، وذلك وفق قواعد الجودة والتنافسية والمهنية، وكانت لفتة ذكية منه، أن ركز في إحدى إجراءاته على تحســين صورة المرأة في الإعلام وإقرار إجراءات فعلية للحد من توظيف جسدها كسلعة تجارية تكرس دونية المرأة وتختزلها . ((( في بعدها الجنسي وتصوراته التقنية والمرجعية " حزب العدالة والتنمية " إن التطور الذي لحق رؤية لصياغــة البرامج النتخابيــة، كأداة للمرافعة والتعبئة المجتمعية تعكس صورة الحزب حزب " إلى " حزب هوياتي " وهو بموقع تدبير الشأن العام. ويكون بذلك قد انتقل من ، وهــو تحوّل تكاثفت لتحقيقه مجموعة من العوامــل الذاتية المتعلقة بالبيئة " للتدبيــر الداخلية للحزب، والموضوعية والمتعلقة بالبيئة الخارجية للحزب. فالحزب اســتطاع . 224 ـ 223 ، مصدر سابق،ص مراجعات الإسلاميين بلال التليدي، (((

243

Made with FlippingBook Online newsletter