اختراق المجال القروي ● نوفمبر/تشــرين 25 أفرزت النتائج المتحصّل عليها في النتخابات التشــريعية، ، معطى أساســيّا آخر يتعلق بتحول الكتلــة الناخبة التي صوّتت للحزب 2011 الثانــي في هذه النتخابات، فبعد أن كان الحزب يعتبر حزبًا خاصّا بالدوائر الحضرية، وذلك لنتشار غالبية الطبقة الوسطى التي يعبّر الحزب عن طموحاتها بالمدن الكبرى، أكدت خريطة النتائج التي حصل عليها، على القطع مع هذه الفرضية عبر تمكن الحزب من حصــد مقاعــد انتخابية بدوائر قروية ومدن صغيرة لم يكن قادرًا في تجاربه النتخابية الســابقة أن يخترقها، وذلك للخصوصية التي تتمتع بها هذه الدوائر، التي تخضع في توجّهاتهــا النتخابيــة لتوجيهات النخب المحلية والأعيان. الحزب أيضًا اســتطاع أن يحصل على دوائر بمدن صغيرة لم يكن له أي وجود انتخابي سابق بها، وهي المدن ، فضً عن دوائر " العيون الســاقية الحمراء " وجهة " وادي الذهب " الصحراويــة بجهة . " سيدي قاسم " و " برشيد " و " الخميسات " و " إفران " مقابــل ذلك، عــزّز الحزب حضــوره بالمجال الحضري؛ عبــر تأكيد حضوره النتخابي بكل من المدن الكبرى التي كان يشكّل بها منافسًا انتخابيّا قويّا في النتخابات الســابقة، وهكذا اســتطاع أن يوسّع من مساحات وجوده بمدينة الدار البيضاء والرباط وسلا والقنيطرة وأكادير ومراكش وطنجة وفاس. وقد زكّت نتائج الحزب، من خلال هذا المعطى، تأكيد وجود جهات استراتيجية الرباط- " ، وجهة " طنجة-تطوان " تقليدية للحزب، ويتعلق الأمر بكل من جهة الشمال ، وقد كرس الحزب في هذه " سوس-ماسة درعة " ، وجهة " البيضاء " ، وجهة " سلا زعير النتخابات هذه الحقيقة وســعى إلى إلحاق جهات أخرى إلى هذه المناطق التقليدية . ((( " الحوز-تانسيفت " للحزب كجهة ب. من المشاركة لأجل الخسارة إلى المشاركة من أجل الفوز مع موجة الحراك العربي؛ " حــزب العدالة والتنمية " إن الكيفيــة التي تعاطى بها في الشارع المغربي، تشي بأن قادة الحزب " فبراير 20 حركة " والدينامية التي أحدثتها يدركون حدود قواعد اللعبة السياســية في المغرب، ول يسعون لتجاوزها أو تغييرها، . 175 ، مصدر سابق،ص الإسلاميون والربيع العربي بلال التليدي، (((
248
Made with FlippingBook Online newsletter