. لهذا، لم يكن خيار ((( بقدر ما يحاولون توظيفها والســتفادة منها بأقصى قدر ممكن مطروحًا أمام " فبراير 20 حركة " المشاركة الميدانية في موجة الحتجاجات التي قادتها الحــزب، وإنمــا كان الإصلاح هو البديل الذي يطرحه الحزب في بياناته وتصريحات قادته. ولعــل ذلــك يعود إلــى عدة أمور؛ منهــا: طبيعة العلاقة بيــن الملك والحركة الإسلامية، والتي مرّت بمراحل مختلفة من الشك والتوتر وأحيانًا الصدام، إلى التفاهم واللتقاء عند مســاحة مشــتركة من المصالح. ومنها أيضًا قناعة لدى قادة الحزب بأن الطريق الأفضل للتغيير هو من خلال النخراط في العملية السياســية وفقًا لقواعدها المعروفة، وذلك بدلً من السعي لتغييرها وما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة . ((( قد تطيحهم خارج الساحة السياسية تمامًا يؤشر هذا التوجه إلى استيعاب التحولت الطارئة في بيئته الخارجية، واستثمارها من أجل تحقيق مكاسب لصالحه. وقد كانت النتخابات التشريعية أولى هذه المكاسب؛ حيث استطاع الحزب أن ينتقل من المشاركة النتخابية بهدف الخسارة إلى المشاركة من أجل الرهان على قيادة تدبير الشأن العام. تأثرًا بموجة " فبراير 20 حركــة " فالديناميــة السياســية والمجتمعية التي أحدثتها الحراك الذي شهده العديد من البلدان العربية، أسهمت في تغير هيكل الفرص السياسية أمام الحزب والحركة، من خلال قراءة الوضعية والظرفية السياسية في سياق المكاسب والخسائر التي من الممكن أن تحصل عليها جرّاء اتخاذ قرار المساهمة في الحركات الحتجاجية والنزول بثقل الحزب وتنظيماته الموازية للمساندة الميدانية، أو من خلال حمل مطالب المتظاهرين والمرافعة عنها من زاوية أخرى. وقد حكم موقفَ الحزب من تلك التظاهرات حسابات سياسية محضة؛ أهمها: عدم الدخول في المواجهة والصطدام بالقصر من جهة، وعدم إعطاء الفرصة للخصوم السياسيين من اليساريين والمستقلين لمهاجمة الحزب، بخاصة في ظل غموض مواقفهم من جهة أخرى، والســتعداد لخوض النتخابات البرلمانية " من فبراير 20 حركة " من الإسلاميون العرب بعد خمس سنوات من الربيع العربي: أسئلة المشروع " خليل العناني، ((( ، (الدوحة، المركز العربي للأبحاث ودراسة سياسات عربية مجلة ، " والإيديولوجيا والتنظيم . 47 )،ص 2016 ، يناير/كانون الثاني 18 السياسات، عدد . 48 المصدر نفسه، (((
249
Made with FlippingBook Online newsletter