الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

والنخب السياســية، وهي مناســبة لتســليط الضوء على التطور الذي لحق الممارسة السياســية لأطر وقادة الحزب في علاقتهم مع باقي الأحزاب السياســية، قبل التطرق لمحصلة هذا التطور وانعكاســاته على التحالفات المبرمة بعد الحراك والدينامية التي على المشهد السياسي المغربي. " فبراير 20 حركة " أفرزتها أ. تطور منطق التحالفات السياسية عند الحزب الإسلامي ما هي الميكانزمات التي تأسســت عليها علاقة الفاعل الإسلامي الحركي بباقي التيارات والحساســيات السياســية المنافسة له؟ ثم كيف ســعى هذا الفاعل لتكييف أيديولوجيته مع متطلبات الندماج السياسي التي تقضي بالتعددية والمنافسة السياسية؟ تكشف القراءة التأريخية لتجاهات التحول في علاقة الفاعل الإسلامي الحركي المغربي مع التيارات السياسية الأخرى، عن ثلاث مراحل مرّت بها هذه العلاقة؛ وهي مرحلة الستبعاد المزدوج، ثم مرحلة الستيعاب، قبل المرور لمرحلة الشراكة السياسية؛ حيث اتسمت كل مرحلة بسمات وخصائص ومتغيرات متداخلة في رسم شكل العلاقة التي ميزت تفاعل الفاعل الإسلامي الحركي، مع باقي الفاعلين السياسيين. مرحلة الستبعاد والنكفاء على الذات ● إن التحول من السعي للوصول إلى الحكم عن طريق التغيير السياسي والنقلاب على نظام الحكم، إلى السعي للعمل المدني داخل المجال العام الرسمي، وفق قواعد حركة الجماعة " وآليات التدرج والمشــاركة تحت لواء الشــرعية القانونية، اقتضى من أن تعيد ترتيب أولوياتها ليس فقط على مستوى القبول بمسلسل الندماج " الإسلامية في العملية السياسية، ولكن أيضًا الستعداد لقبول توجهات وتصورات باقي التيارات المدنية والسياسية الأخرى. وهــو الأمــر الذي لــم يتأتّ إل بعد سلســلة من المراجعــات والتحولت في التمثلات والمدركات السياســية التي أفضت في نهاية المطاف إلى القبول والعتراف بشرعية الختلاف والتعدد. في بدايتها التأسيسية لم تخرج " الجماعة الإسلامية " فتوجهات أطر وقادة حركة القائم على الحد من وجود التيارات " الشــبيبة الإسلامية " عن أهداف ومشــروع حركة اليســارية في الجامعات والفضاءات السياســية، والســعي نحو إحيــاء مظاهر التدين

252

Made with FlippingBook Online newsletter