والخطــاب الديني داخل الفضــاءات العامة بهدف مواجهة موجــة التيارات التغريبية والحداثية، وهو ما ظل يشكّل قوام البيانات والأوراق الصادرة عن الجماعة إلى حدود بداية التسعينات. ومــا أذكى هذا التصور وزاد من حديّته هو نظرة التيارات والأحزاب السياســية الأخــرى للفاعل الإســ مي الحركي كمنافس لهم يضع مشــروعًا بديً يتغذى على المشروعية الدينية، التي تعتبر مجالً رمزيّا وقدسيًا للمغاربة كافة. آنذاك، تفتق وعي قادة الحركة عن أن نجاح مســار الندماج السياســي لن يمر فقط عن طريق رضا الســلطة السياسية والحصول على العتراف للعمل الرسمي وفق الشرعية القانونية، ولكن المسار لن يُستكمل إل بالبحث عن توافق وتحالف من داخل " سعد الدين العثماني " دائرة الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني، وهو ما دفع المشــتغل على تأصيل مفاهيم المراجعة والمشــاركة، آنذاك، إلى البدء في سلسلة من اللقاءات والتأطيرات الداخلية، التي أفرزت مجموعة من الأوراق التأطيرية، شــكّلت ، الذي فتح النقاش الداخلي أمام حتمية وضرورة " في فقه الحوار " ثمرة عمله المعنون بـ البحث عن حوار، مع باقي التيارات والحساســيات السياســية، المخالفة لمشــروعهم السياسي والدعوي. مرحلة الستيعاب والبحث عن الندماج السياسي ● : كان الباعث من رصد حلقات تأطيرية حول مفهوم " سعد الدين العثماني " يقول محاولة التأســيس لعلاقــة الحوار والتفاهم بيــن كل الأطراف الفكرية " الحــوار؛ هو والعلمية والسياســية مهما اختلفــت انتماءاتها واجتهاداتها وليــس بالضرورة الحركة الإســ مية وحدها؛ إذ إن هذه الأطراف مدعوة إلى أن تنبذ أســاليب العنف والقهر وتصريــف وتدبير خلافاتها، وأن تتوجه إلى بحث العناصر المشــتركة والجامعة حتى . ((( " يتيسر بناء أرضية لعلاقات مبنية على التسامح والتفاهم والقبول بالآخر في مقدمة كتابه؛ رسالة لكافة الفاعلين الإسلاميين " سعد الدين العثماني " وقد وجّه وغير الإسلاميين، يدعوهم فيها إلى التحلي بثقافة الحوار ومبادئ الختلاف واحترام ، (الدار البيضاء، 4 ، الجزء ذاكرة الحركة الإسلامية شهادة سعد الدين العثماني، في: بلال التليدي، ((( . 73 )،ص 2014 طوب بريس،
253
Made with FlippingBook Online newsletter