التعدديــة وجعلهــا جزءًا من البرامج الداخلية لــكل الأحزاب والجمعيات، ولبد من شفعها بالحثّ على وضع مصالح الأمة الكبرى فوق كل العتبارات الذاتية: شخصية . ((( " أو حزبية في هذا السياق، تولّدت المرحلة التي صاحبت تبني الحركة الإسلامية لستراتيجية النقــد الذاتي والمراجعة الفكرية والتنظيمية للفكر الراديكالي كما تبنته ونشــأت عليه التي كانت تنشد القطيعة السياسية والتنظيمية مع كل " حركة الشبيبة الإسلامية " داخل التيارات والأحزاب وفعاليات المجتمع المدني، عبر نظرة اســتعلائية في الممارســة السياسية. وتوجهاته " الشبيبة الإسلامية " ، بعد تنصلها من تنظيم " الجماعة الإسلامية " فحركة الراديكالية، لم تحســم بشــكل كلي وقاطع الطبيعة التي ســتنظّم بها علاقتها مع باقي التوجهات والتيارات والأحزاب الموجودة على الساحة السياسية المغربية. فقد انصب الهتمام بدرجة أولى على التأصيل لخيار المشــاركة السياســية والبحث عن اعتراف رسمي بالممارسة القانونية للتنظيم. لهذا، يمكن القول: إن المرحلة الأولى التي بدأت إلى حدود نهاية الثمانينات من القرن " الجماعة الإســ مية " من تاريخ تأســيس حركة ، لما اســتصدرت الحركة ورقة داخلية تؤصّل لمســار 1988 الماضي، وبالضبط ســنة مجلس " المشــاركة السياســية، وهي عبارة عن خلاصات لنقاشات داخلية جرت في الحركة، تتضمن أربعة سيناريوهات ترسم من خلالها مستقبل مسار مشاركتها " شورى السياسية في المجال العام الرسمي: تأسيس حزب سياسي، أو التحالف مع حزب قائم، أو دعم أشــخاص في أحزاب سياســية، أو التحول إلى جماعة ضغط، كانت محفوفة بخطــاب ما قبل النقد الذاتي، والذي ظل حبيسًــا في بعــض جوانبه لثقافة راديكالية، خصوصًــا في نظرة الحركــة للآخر المتمثل في الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني، التي تتعارض في منطلقاتها وجوهر اهتمامها مع تصورات ومشروع الحركة. " الجامعة الإســ مية " بيد أن تأثير تفاعل الســلطة السياســية مع مطالب حركة للاندمــاج في المجال العام الرســمي، دفع الحركة إلــى البحث عن مزيد من قنوات التواصل مع فاعلين مســاعدين لعملية الندماج، خصوصًا لمّا تأتّى الوعي لدى قادة الحركة بخيار إقامة حزب سياســي في بداية التسعينات، من ضمن الخيارات الأخرى التي تم التطرق إليها سابقًا. . 4 )،ص 1993 ، (الدار البيضاء، منشورات الفرقان، في فقه الحوار سعد الدين العثماني، (((
254
Made with FlippingBook Online newsletter