الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

لكــنْ مما تجدر الإشــارة إليه في هذا المقام؛ أن رغبة الحركة التي اســتبدلت رغبة منها في نزع أية عباءة يجعلها محتكِرة " الإصلاح والتجديد " باسمها اسم حركة ، اصطدمت بسلبية " الجماعة الإسلامية " لصفة الإسلامية كما كان يوحي اسمها السابق الفاعلين السياســيين تجاه ســعيها للاندماج في حزب قائم، بعد أن استُبعد خيار إقامة حزب سياســي جديد نظرًا لعتراض الســلطة السياســية على ذلك؛ حيث التقت هذه الرغبة، بتشــكيك بعض النخب السياســية بجدية نوايا الندماج في اللعبة السياســية، بالجزائر كانت ترخي بظلالها على المحيط الإقليمي " جبهة الإنقاذ " خصوصًا أن تجربة برمّتــه، فضً عن محاولة بعض الأحزاب السياســية احتواءهم وإذابتهم كليّا داخلها، والســعي إلى الســتفادة من قدراتهم في التعبئة الشعبية والنتخابية فحسب، من دون منحهــم حق المحافظة علــى هويتهم الأيديولوجية؛ ما ولّــد نوعًا من خيبة أمل عند . بعد خوضهم تجربتهم السياســية ((( الحركة وأثّر في علاقتهم بهذه التيارات السياســية ، الذي جاء " الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية " الرسمية من خلال الندماج بحزب بعد مسلسل من التجاذبات والتنازلت، كما تناولنا في محاور سابقة. مرحلة البحث عن الشركاء في تدبير الشأن العام ● إذا كانت مظاهر العلاقة التي ربطت الحركة مع التيارات السياسية، في المراحل الســابقة على خوض التجربة السياســية من خلال الندماج في حزب سياسي رسمي، وبالتالي الشتغال من داخل المؤسسات الرسمية، تنازَعَها رافدان: رافد النكفاء على الذات، بمعنى تحصين مشــروع الحركة واعتبــاره بديً لباقي التصورات المطروحة، وهو ما ل تحتاج معه الحركة لإقامة أي تحالفات أو شــراكات سياســية ومجتمعية، وهو ما اصطدم مع الواقع السياسي الذي فرض على الحركة أن تعيد ترتيب أولوياتها وتصوراتها ليس فقط مع الســلطة السياســية، ولكن أيضًا فــي نظرتها لباقي التيارات المشاركة في العملية السياسية الرسمية. فمسار الندماج ل يعني ولوج العمل السياسي، بمنطق أحادي والمشروع البديل لباقي الشركاء. على ضوء ذلك، بدأت الحركة بالبحث عن سبل لإقامة تحالفات سياسية من أجل تيسير عملية اندماجها السياسي، وهو ما كلّفها مراجعة كل التصورات والتمثّلات التي . 250 ، مصدر سابق،ص الإدماج السياسي للقوى الإسلامية في المغرب رشيد مقتدر، (((

255

Made with FlippingBook Online newsletter