الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الراديكالي. " الشــبيبة الإسلامية " كانت تؤسّــس لها أطر وقادة الحركة، وهم في تنظيم مــن هنا، برز الرافد الثاني الذي ستؤسّــس عليــه الحركة نظرتها للآخر بداية من عقد التحاد " وحزب " الستقلال " التسعينات، فاتجهت نحو أحزاب سياسية قائمة كحزب ، وكل ذلك في سبيل إقامة " الشــورى والستقلال " وحزب " الوطني للقوات الشــعبية تحالفات سياسية تقر بدمج أطر وقادة الحركة في العمل الحزبي الرسمي. حزب الحركة " بعد أن نجحت مهمة الندماج في حزب سياسي قائم، عبر بوابة ، بدأ مســار آخر لدى " عبد الكريم الخطيب " بقيادة " الشــعبية الدســتورية الديمقراطية أطر الحركة المندمجة بالحزب، في رسم تحالفاتها وتأطير علاقتها مع باقي الأحزاب وتيارات المجتمع المدني. جزءًا من مكونات المؤسســة " الخطيب " فقد أضحت الحركة من خلال حزب نائبًا برلمانيّا، وكانــت أولى الخطوات 14 البرلمانيــة، عبــر فريق نيابي مشــكّل مــن الإيجابية التي اعتُمدت في رسم ملامح علاقة الحركة مع باقي المنافسين السياسيين، هي إقرارها بالمساندة النقدية لحكومة ما سُمّي بالتناوب التوافقي بقيادة الكاتب الأول ؛ إذ بالرغم من التعارض " عبد الرحمن اليوســفي " لحزب التحاد الشــتراكي آنذاك، الأيديولوجــي بين المشــروعين، فقد أبــدى نواب الحزب المنحــدرون من الحركة مساندتهم للحكومة التي كانوا مدعوين إلى المشاركة بحقيبة وزارية بها. لكن مع توســع شــعبية الحزب وتوسيع قاعدته الجماهيرية وحصوله على نتائج مقعدًا، 42 ، بمعدل 2002 انتخابية بعدد كبير من المقاعد في النتخابات التشريعية لسنة وهو رقم يوحي بالنقلة النوعية التي حققها للحزب أبناء الحركة الإســ مية في ظرف زمني قياسي؛ الأمر الذي زاد من احتدام الصراع بينه وبين الأحزاب السياسية الحداثية في المقابل، يرى " واليســارية، التي رأت فيه منافسًــا سياسيّا على قواعدها النتخابية. أطــر وقادة الحركة أن ماضيهم النضالي، وعلاقتهم بالشــعب الذي صوّت لصالحهم خلال الستحقاقات النتخابية، هو مكافأة لهم على صدقية نضالهم وتعبير عن قناعات الشعب، الذي فقد المصداقية والثقة في مناضلي الأمس...فالنتائج المتقدمة تؤشر في نظرهم، على وضوح مشروعهم وإفلاس مشروع اليسار التاريخي نحو الشتراكية، التي اعتبرها اندثرت مع انهيار التحاد السوفيتي السابق، وأن عجز هذه الأحزاب عن إيجاد . ((( " مرجعية فكرية بديلة هو سبب فشلهم . 250 المصدر نفسه،ص (((

256

Made with FlippingBook Online newsletter