الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

بتحسين " حزب العدالة والتنمية " كان من شــأن الوضعية السياســية التي خلقها موقعه النتخابي، وفرض وجوده السياسي داخل المشهد السياسي المغربي، أن تصعّب من مهمة بحثه عن حلفاء وشــركاء سياسيين. خصوصًا أن اللعبة السياسية تحتاج إلى إبرام تحالفات وتوطيد علاقات سياســية، فالحزب لم يُســتدعَ للمشاركة في الحكومة بالرغم من النتائج المتقدمة التــي حصل عليها، وهو ما " إدريس جطــو " التــي قادها دفــع إلــى التفكير في ضرورة البحث عن قنــوات للتحالف، حتى يتمكن الحزب من ، والتي على ضوئها ســيتم 2003 خوض النتخابات الجماعية التي كانت مقررة ســنة إفراز مجالس انتخابية كان من طموحات الحزب أن يسهم في تسييرها، لما من شأن ذلك أن يطور من تجربته التدبيرية للشأن العام. ، سنة " حزب القوات المواطنة " أقدم الحزب على الدخول في تحالف سياسي مع ، وهو أحد رجال الأعمال بالمغرب ورئيس " عبد الرحيم الحجوجــي " ، بقيــادة 2005 ، وهو تحالف وإن كان ذا أبعاد رمزية على " التحاد العام لمقاولت المغرب " سابق لـ حزب العدالة " اعتبار أن هذا الأخير لم يكن يتوفر إل على مقعدين برلمانيين، إل أن أراد من خلاله، أن يبعث رســائل الطمئنان للمشــكّكين في نوايا وصدقية " والتنمية الحزب السياســية، خصوصًا بعد التداعيات التي ولّدتها تفجيرات الدار البيضاء على الحزب في تلك الفترة، والتي جعلته في عزلة سياســية على واجهتين: واجهة السلطة السياســية التــي حمّلت الحزب المســؤولية المعنوية لتلك الأحــداث، وهو ما جعل جزءًا كبيرًا من النخب السياســية تنفر من عقد أي شــراكات أو تحالفات سياســية مع الحزب، ثم الواجهة الثانية والتي تمثلت بالأســاس في الأحزاب المشــاركة بحكومة على " التقدم والشتراكية " وحزب " التحاد الشتراكي " ، وهما: حزب " إدريس جطو " وجه الخصوص، اللذان شنّا هجومًا عنيفًا على الحزب عبر التشكيك بصدقية مشاركته السياسية المعتدلة، وصلت لدرجة الدعوة لإقصائه من المشهد السياسي. في النتخابات " حزب العدالة والتنمية " وقد اســتمر هذا النهج في التعامل مع مقعدًا 46 ؛ إذ بالرغم من حصول الحزب على المرتبة الثانية فيها بـ 2007 التشريعية لسنة نيابيّا، تم استبعاده من المشاورات التي أجراها الأمين العام لحزب الستقلال المكلف ؛ إذ فضّل هذا الأخير عدم فتح أي نقاش مع " عباس الفاسي " بتشكيل الحكومة آنذاك، ، " حزب الستقلال " ، رغم أن لهذا الحزب قواسم مشتركة مع " حزب العدالة والتنمية " ؛ إذ اكتفى " محافظة " الأحزاب المسماة " الذي يخندقه المحلّلون السياسيون في صفوف

257

Made with FlippingBook Online newsletter