ب. تحالفات ما بعد الحراك الشعبي إذا كانت الديناميكية السياسية وحجم الفرص السياسية التي انفتحت أمام الحزب بعــد موجــة الحتجاجات والمظاهرات التي قادها مجموعة مــن الفصائل والتيارات ، قد خلقت موقعا سياســيا جديدا للحزب. إل أن " فبراير 20 حركة " السياســية داخل ذلك لم يكن بالحجم الذي يبوئه المكانة العتبارية لقيادة المرحلة السياسية بمفرده، ـ فمن خلال النقاشات واللقاءات مع بعض قادة الحزب حول التقديرات التي تحصلت للحــزب في تلك الفتــرةـ، أجمعوا على أن الظرفية دفعت بقيادة الحزب إلى ضرورة مراجعة تقدير حجم وقوة الحزب الطبيعية. وهو ما أفضى إلى نتيجة أساســية تقضي بكون إذا كان الحزب يحوز على قوة تنظيمية وسياسية تؤهله لقيادة المشهد السياسي، فــإن ذلــك يظل رهين بتقديم تنازلت، وإحلال توافقات، مع باقي النخب والأحزاب السياسية، وعلى رأسهم المؤسسة الملكية. تكريس التعددية السياسية ● بعدمــا تحصلت القناعة لدى حزب العدالــة والتنمية بأهمية النفتاح على باقي المكونات الحزبية، في ظل حالة العزلة التي أضحت ترخي بظلالها عليه، بعد تداعيات مايو/أيار، وهو ما أفقده المشــاركة في التحالف الحكومي بقيادة الحزب 16 أحداث ، تكرست لدى أطر وقادة الحزب عبر " عباس الفاسي " الأقرب من مرجعيته في حكومة الممارسة البرلمانية، والمشاركة في مبادرات مع أطراف سياسية أخرى، أهمية البحث عن قنوات للشراكة والنفتاح على جُلّ مكونات وفعاليات وأطياف المشهد السياسي، وهو التوجه الذي ضمّنه الحزب في ورقته المذهبية للمؤتمر الوطني الســادس، ســنة من علامات نضج الممارسة السياسية اتساع نطاق الأرضية " ، حينما أكد على أن: 2008 المشــتركة بين مختلف مكونات الساحة السياسية، والتقلص المتزايد لدائرة الخلافات المبنيــة على المصالح الذاتية والشــخصية، بما يؤدي إلى إعادة هيكلة الحياة الحزبية على أســس مذهبية وسياســية واختيارات موضوعية، وذلك من داخل إعادة الجدوى . ((( " والمصداقية للحياة السياسية ، سلسلة العدالة والتنمية، (الدار البيضاء، الورقة المذهبية، البرنامج العام حزب العدالة والتنمية، ((( . 37 و 36 )،ص 2008 ، 7 منشوراتحزب العدالة والتنمية، عدد
259
Made with FlippingBook Online newsletter