تكريس البعد التوافقي ● حزب العدالة " علــى " فبراير 20 حراك " مــن التداعيــات المميزة التي أفرزهــا ، هو النفراج الذي حدث في علاقة الفاعل الإســ مي بالقوى السياســية " والتنميــة الأخــرى، الأمــر الذي بدا واضحًا من خلال نجاح الحــزب في التطبيع معها؛ حيث ، وتجلّى هذا النفراج أيضًا عندما قبلت " حزب العدالة والتنمية " رحّــب الجميع بفوز . ((( العديد من الأحزاب بالتحالف مع الإسلاميين وتشكيل حكومة ائتلافية فقد أدى إدراك الفاعل السياسي الإسلامي لأهمية إبرام تحالفات وشراكات، إلى التفكير في نوعية العلاقة التي تربطه ببقية النخب السياســية، على أســاس التمييز بين التحالف وفق مرجعيات أيديولوجية مشــتركة وبرامج وتوجهات سياســية محددة، أو تحالفات ظرفية مؤقتة يكون الموجّه لها هو النفعية والمصلحة والمال السياسي. وهو اختيار سياســي ســيكون حاسمًا في المغزى من العمل السياسي والماهية من وجوده، الذي ســيكون ملزمًا بتحقيق التوازن بين " حزب العدالة والتنمية " خصوصًا بالنســبة لـ البعدين، الأيديولوجي والعملي، في ممارســته العمل السياســي. إل أن تنامي النزعة الواقعية أســقط الحزب في البراغماتية السياســية التي برزت بجلاء بعد قيادة العدالة والتنميــة الأغلبية الحكومية، وكان من نتائجها إبرام تحالف حكومي مع بعض القوى السياســية، التي كانت تناصبه العداء السياســي، وتتناقض تناقضًا صارخًا مع مرجعيته . ((( الفكرية ومشروعه السياسي لم يكن سجين " حزب العدالة والتنمية " وتجدر الإشارة في نفس الإطار إلى أن مرجعيتــه الأيديولوجيــة في تحديــد مواقفه من باقي التيارات السياســية؛ فقد مارس في طبعتها الأولى، قبل " عبد الرحمن اليوسفي " في علاقته بحكومة " المساندة النقدية " " حزب الأصالة والمعاصرة " . وبعد تشــكيل " المعارضة الناصحة " أن ينتقل إلى موقع ، حاول الحزب التنسيق مع التحاد الشتراكي للقوات الشعبية 2008 في أغسطس/آب ، وفي محاولة 2011 نوفمبر/تشرين الثاني 25 رغم تباين المرجعيات، بل وقبيل اقتراع ، حاول الحزب تشــكيل تحالف مضاد ((( " التحالــف من أجل الديمقراطية " لمواجهــة ، (تاريخ 9 ،ص 2017 أبريل/نيسان 21 ، " 2011 الحركة الإسلامية المغربية بعد " محمد ضريف، ((( . https :// bit . ly / 3a5gDnn :) 2017 يوليو/تموز 29 الدخول: . 253 ، مصدر سابق،ص " القوى الإسلامية والتحالفات المبرمة " رشيد مقتدر، ((( ، مؤلّف من ثمانية 2011 نوفمبر/تشرين الثاني 25 وهو تحالف أُسّس قبيل النتخابات التشريعية، (((
260
Made with FlippingBook Online newsletter