الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

بمعية أحزاب الكتلة الديمقراطية غير أن هذه الأخيرة لم تستجب لمطلبه. وعندما تصدر وكُلّف أمينه العام بتشــكيل الحكومة 2011 نوفمبر/تشــرين الثاني 25 الحزب اقتراع الئتلافية، ظل حريصًا على تبديد المخاوف ســواء على مستوى تشكيلة الحكومة، أو . ((( كيفية توزيع الحقائب، أو طمأنة الرأي العام فيما يخص احترام الحقوق والحريات عبد الإله " وعليه، توجّه الحزب نحو كافة الأحزاب السياسية بعد تعيين الملك لـ على رأس الحكومة، من أجل المشــاركة في التحالف الحكومي، باســتثناء " بنكيران نظرًا للموقف المســبق للحزبين في مســألة تحالفهما. " حــزب الأصالة والمعاصرة " اعتماد الحزب لهذا المنحى هو تعبير عن الواقعية السياسية التي أضحى الحزب يتمتع بها، فإذا كانت عملية النتقال من مثالية المبادئ إلى البراغماتية السياسية مرّت بسهولة في التحول الذي طرأ على مرجعية الحزب، فإن تنامي النزعة الواقعية التي عبّرت عن نفسها من خلال مسلسل التسويات والتوافقات التي دشّنها الحزب بدءًا من عملية إبرام التحالفات مع العديد من التيارات السياســية المغربية، بمختلف توجهاتها ومرجعياتها الأيديولوجية. وهو بذلك يحاول أن يبرز بمظهر الراغب في تكريس التعددية السياسية، من خلال النخراط في تحالفات مع توجهات سياســية ل يتقاســم معها نفس الأفكار والمرجعية السياسية. يُلاحَظ من بنية التحالفات التي أقدم عليها الحزب لنسج تكتله الحكومي، مدى مســاهمة التحول من أداء دور المعارضة السياســية إلى قيادة الفعل السياسي الرسمي في رضوخ الإسلاميين للمزيد من التنازلت واستجابتهم للإكراهات السياسية (ضغط، طلبات)، نتيجة تحالفاتهم مع شركائهم في السلطة تحت مسمى التوافقات، باعتبارها ضريبة سياســية يســتلزمها إنجاح قيادتهم للأغلبية الحكومية، ما سيقوّي الحاجة إلى المزيــد من التوافقات والتســويات، التي قــد تتناقض مع مرجعياتهــم الأيديولوجية . ((( والسياسية فعلى ما يبدو أن انتقال الحزب من النظرة التبســيطية للحكم وإدماجه السياســي عامًا باضطلاعه بدور المعارضة السياســية، إلى تكوينــه لرؤية أكثر واقعية 14 لمــدة بحكم نضج تجربته السياسية داخل المؤسسات السياسية للدولة، والحتكاك بمختلف أحزابسياسية بقيادة حزب الأصالة والمعاصرة. . 12 ، مصدر سابق،ص " 2011 الحركة الإسلامية المغربية بعد " محمد ضريف، ((( . 221 ، مصدر سابق،ص " القوى الإسلامية والتحالفات المبرمة " رشيد مقتدر، (((

261

Made with FlippingBook Online newsletter