من غير الضطرار إلى التماهي مع الخطاب والسياسة الحكومية، بما يعني إعطاء المســافة التي تحرر الحركة من الإكراهات السياســية التي تكبّل في العادة العمل الحكومي، وتعزيز موقعها كفاعل مدني داعم للإصلاح ومقاوم للفساد، ومعزز لمواقع المرجعية والهوية والقيم، ومتدافع مع المشاريع التي . ((( تحاول إضعاف هذه المواقع فكان التوجه نحو إقرار الخيار الثالث، عبر دعم التجربة ومســاندة الحكومة في خياراتها وتصوراتها السياسية، مع إبقاء مسافة حتى ل تترتب أية مسؤولية للحركة عن إخفاقات وممارســات الحزب التدبيرية من جهة، وفي عدم تحميل مســؤولية التعبئة الدينية للحزب خلال الحركة، من جهة ثانية. حريصة على " حركة التوحيد والإصلاح " ؛ ظلت 2011 فالملاحَظ أنه خلال سنة ، بفعل التهامات التي كانت توجّه " حزب العدالة والتنمية " إبقاء مســافة تفصلها عن للحزب والحركة معًا، بكون هذه الأخيرة هي التي تتحكم في الحزب وتشــكل قوته الأساســية. طبعًا، إن المســؤولين عن الحزب ظلوا حريصين على إبراز ذلك التمايز الوظيفــي بينــه وبين الحركة. كما أن الحركة ســايرت التحولت التي عرفها المغرب مارس والإصلاح 9 هــذه الســنة، من خلال تعبيرها عن مواقفها مــن أحداث خطاب الدســتوري وكل مــا جرى في المغرب انتهاء بفوز الحــزب بنتائج القتراع وتكليف . ((( الحزب بتشكيل الحكومة وضعيــة الحزب العتبارية داخل الحكومة حتّمت عليه أن يســرّع من مجالت التمييز والفصل الوظيفي بينه وبين الحركة، وهو اختيار ســرّع من وتيرة الطرح الذي ، والذي كان من نتائجه هو التدقيق في وظيفة الطرفين، 2008 كان قد أقرّه منذ ســنة سعد الدين " وحاجات المواطنين ونظرتهم لدور ووظيفة الحزب الأساسية. التي كان إن ما يريده المواطنون من الحزب أساسًا هو أن يكون قادرًا " قد لخصها في: " العثماني على إبداع الحلول لمشكلاتهم المجتمعية: السياسية والقتصادية والجتماعية، وليس أن يكون حركة دينية تصدر الفتاوي وتبشّــر بالنجاة الأخروية، وذلك على الرغم من وثيقة داخلية لحركة التوحيد والإصلاح، تحدد مستقبل علاقة الحركة مع تجربة حزب العدالة والتنمية ((( ، مصدر سابق، مراجعات الحركة الإسلامية ، ورد في: بلال التليدي، 2011 في تدبير الشأن العام، سنة . 192 ص . 2012 يناير/كانون الثاني 2 ، عدد التجديد ، " حوار مع جريدة التجديد " محمد ضريف، (((
265
Made with FlippingBook Online newsletter