الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

والعدالة الجتماعية، وهي القضايا التي يكتنفها نوع من اللبس وعدم الحسم معها في فكر وتنظيرات الحركة الإسلامية المغربية. وهكــذا، عمل الحراك على إخراج الحركة من المنطقة الرمادية التي كانت تقبع بهــا، لتدمــج مقولت وأفكار تمتح من القاموس الليبرالــي، من قبيل إقرار الحريات الفرديــة والجماعيــة، وتحقيق نظام ديمقراطــي يضم كافة التيارات بكافة تشــعباتها واختلافاتهــا. هــذا، إلى جانب مــا أفرزه هذا الحراك من وصــول الحزب إلى قيادة الحكومــة، وهو ما فرض على الفاعل الإســ مي الخروج مــن منطق المعارضة إلى منطق تدبير الشــأن العام؛ وهو الأمر الذي لم تكن الحركة قد حضّرت له تأصيلات وتنظيرات نظرية تؤطّر فعلها وممارستها العملية. عندما نواجه الواقع نكتشــف " هذا المعطى بقوله: " عبد الإله بنكيــران " يؤكــد أن العوامــل التي كانت تؤطر تفكيرنا ليســت هي نفســها عنــد التطبيق. لقد أصبحنا نواجــه وقائع وإكراهات أكبر منذ دخولنا الحكومة. عندما توضع أمام أمور كالميزانية والتوازنــات الماكرواقتصاديــة والعجز وغياب هامش المنــاورة، فعليك بالضرورة أن . ((( " تتحرك. لم أتخيل يومًا أن تكون المقاصة والتقاعد أولى أولوياتي في محصلة المحاور التحليلية الســابقة، يمكن الخروج بمعطى أســاس، يقضي بأن تمظهرات الممارسة السياسية للحزب حاليّا قد بدأت عبر ممارسة الدعوة بواسطة الحركة في جموع الناس بغرض جمع الأنصار وحشد المؤيدين، ثم النتقال بعد ذلك إلى التمأســس التنظيمي؛ الأمر الذي أحدث تغيرًا في إدراك الســياق الذي تتحرك فيه (تغيّر في موازين القوى أو العلاقات أو الأطراف أو فيها جميعًا)، وهذا التغير يتطلب اســتجابة أو تفاعً مع معطيات الممارســة الواقعية. وهنا مسألة جديرة بالتأمل، وهي أن الممارسة الواقعية في الحركات الإسلامية عادة ما تسبق التنظير أو وضوح الرؤية التي قد تصل – الكلية، فالرؤية ل تسبق العمل، وهذا ما يجعل من العملية الواضحة . ((( السمة المميزة لتحولت الحركات الإسلامية – إلى البراغماتية فعمدت القيادة المؤطّرة لفعل الحركة خلال الفترة الممتدة من أواسط الثمانينات حزب الحركة " إلى أواسط التسعينات، حينما تم استكمال عملية الوحدة والندماج في . 2014 مارس/آذار 25 ، عدد " حوار مع جريدة التجديد " عبد الإله بنكيران، ((( ، في: " حول التحول في حركة الإسلام السياسي في الشرق الأوسط " هشام جعفر وأحمد عبد الله، ((( . 241 )،ص 2004 ، 2 ، (بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، ط الإسلاميون والممارسة السياسية

272

Made with FlippingBook Online newsletter