، فالحزب " ما بعد الإسلامية " مرجعيته ومنطلقاته الفكرية، وهو ما يعكس ملامح الحركة حافظ على علاقته بالمرجعية الإسلامية في شقها الجتماعي والأخلاقي، بينما تمكن من أن يقيم انفصالً عنها في شِــقّها السياســي، أي كبرنامج وكمقترحات وكتصورات سياســية. وهو ما خلصنا إليه في عملية ســبر آراء نشطاء الحزب؛ حيث لوحظ التأكيد الحقوق بدلً مــن الواجبات، والتعددية بدلً من الأحادية، والتاريخية بدلً من " علــى ، وهو ما يمثل ((( " النصوص الجامدة، والإيمان بالحرية، والمســتقبل بدلً من الماضي . Asef Bayat " آصف بيات " كما يتصورها " ما بعد الإسلام السياسي " جوهر أطروحة وفي الختام، تنتهي هذه الدراسة إلى أربع نتائج رئيسة: ـ لقد بَنَت الحركة الإسلامية، التي شكّلت محور هذه الدراسة، هويتها السياسية الإسلامية في بداياتها التأسيسية، كحركة تسعى لسترجاع الذات الإسلامية، التي ترى أنها قد سُــلبت من أصالتها وهويتها الدينية والثقافية. لهذا، حينما نبحث في الأصول الجتماعية والثقافية، للنخب المؤسّســة للفعل الحركي الإســ مي في المغرب، كما تناولنا في المحور الأول، نلفت النتباه إلى طبيعة تشكل الهوية الجمعية للحركة، التي انبنت كردّ فعل على إخفاق سياســات التحديث التي دشــنتها دولة ما بعد الستقلال. فإخفاق عملية النتقال من البنيات المجتمعية التقليدية، نحو بنيات معاصرة وحداثية، أدى إلــى بــروز هوية جمعية مضادة وجدت تعبيرها في الفعل الجماعي، الذي برزت ثم اســتمرت مع القادة الذين انفصلوا عنها " حركة الشــبيبة الإســ مية " مضامينه مع حركة " ، كقطيعة مع الأســلوب الصدامي الذي نهجته " الجماعة الإسلامية " لتأســيس مع الدولة والمجتمع. " الشبيبة الإسلامية ـ لقد أشــار جزء ليس باليســير من هذه الدراسة، إلى الدور الذي يلعبه السياق، ومتغيرات البيئة السياســية، في صوغ ممارســة الفاعل الإسلامي. فقد ساعد استيعاب الفاعل الإســ مي لتكلفة المنافع والخســائر التي تفرزها البيئة السياسية المحيطة به، على إدراك الفرص المتاحة أمامه، وإعادة تأطير هويته السياســية، وتنقيح أيديولوجيته السياســية. وبناء على ذلك خلصت هذه الدراســة إلى أن الحركة الإســ مية، موضع المســاءلة في هذا البحــث، تحوَلت أهدافها وتطورت اســتراتيجياتها، نتيجة لعاملين متداخلين: (1) Ibid., p. 12.
279
Made with FlippingBook Online newsletter