الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

في المئة 75 . 50 بالرجوع إلى مكان ازدياد العينة المدروسة نجد أنها تتوزع بين في المئة من النســبة المتبقية في المدار 42 . 50 زيادةً في المجال القروي، فيما ازداد الحضري. لكن بالرجوع إلى الأصول الجتماعية للأبوين، يلاحظ أنه حتى هذه النسبة الأخيرة المولودة بالمدار الحضري، تعود جذورها للمجال القروي على اعتبار أن آباءها ينحدرون من أصول قروية كما يوضح الرسم البياني أسفله. تجدر الإشارة إلى أن النطباع الأولي الذي يمكن تسجيله من الأرقام الإحصائية الســابقة، هو التأثير الكبير لديناميكية الهجرة في الأصول الجتماعية التي ينحدر منها 80 نشــطاء الحركة الإســ مية في بداياتها التأسيسية، فقد سُجّل أن ما يزيد عن نسبة في المئة من هؤلء النشطاء ينحدرون من أصول قروية. نفس الملاحظة يمكن تســجيلها بخصوص السوســيولوجيا المهنية لآباء هؤلء في المئة في مهنتها الأصلية قبل الهجرة إلى امتهان 62 . 50 النشطاء؛ حيث تنتمي نسبة الفلاحة، بمعنى أن معظم هذه الفئات كانت من ملاك الأراضي بالمجال القروي. بينما في المئة من آباء العينة المدروسة من فئة العمال، بينما توزعت باقي 15 تشكلت نسبة في 5 في المئة)، ونسبة 10 في المئة)، وتجار بنسبة ( 7 . 50 المهن ما بين إمام مسجد ( إن النبش في الأصول الجتماعية والقتصادية لنشــطاء الحركة الإســ مية في المغرب، يؤدي إلى مجموعة من الستنتاجات في طبيعة البنية الهيكلية لهذه الحركات، والمتغيرات المتحكمة في نشأة خطابها الفكري والسياسي. فما دام أن أي خطاب هو انعكاس للبيئة المعيشــة، فإن خطاب الحركة الإســ مية بالمغرب هو انعكاس رأسي للمرجعية الفكرية والجتماعية لنشطاء هذه الحركة. لهذا، يقتضي الجواب عن سؤال ماهية التأسيس والنشأة لهذه الحركات الإجابة أولً عــن هوية مؤسســي هذه الحركات ومرجعياتهم الجتماعية وأوســاط نشــأتهم ومصادر تعليمهم الأولي ثم مستواهم التعليمي والمهني. فالحركة الإسلامية بالمغرب هي حركة حديثة، ووليدة إفرازات وإنتاجات الدولة الوطنية الحديثة ما بعد الســتقلال، ومعظــم أفرادها من أبناء المهاجرين والمنزاحين من البادية إلى المدينة، وبالتالي، شــكّلت دينامية الهجرة القروية التي عرفها المغرب المئة من آباء موظفين بالقطاع العام. . من مقتلعين إلى نخبة مضادة 4

45

Made with FlippingBook Online newsletter