الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

إســ مي فيما بعــد في إعادة تأكيد مــكان المرجعية الدينية فــي قاموس الصراعات الســتقلالية، ليس الثقافية فقط ولكن أيضًا السياســية. ومع أن القاموس الإســ مي فهو لم يحتكر في الواقع التعبير عن التعبئة الستقلالية " اســتُخدم هنا بشكل واســع، . ((( " المعادية للغرب هذا، وأدى اســتمرار سياســة التحديث القســري مع الدولة الوطنية الحديثة في المغــرب، مــن دون أن تؤدي إلى نهضة اقتصادية واجتماعية هيكلية في المغرب، مع ظهور العديد من المشــاكل القتصادية والسياســية التي بدأت تعترض مسار التحديث في المغرب مع أواسط الستينات، إلى بروز مكوّن كردّ فعل على هذه الأوضاع، حام شعار الهوية الإسلامية كمرجعية وبديل للمجتمع القائم. فعمد إلى إنشاء قاعدة جماهيرية عمادها التلاميذ والطلبة المنحدرون أغلبهم من أبناء المهاجرين، الذين تربوا على التشــبث بالقيم الإسلامية والثقافة المحلية. وعليه، فالإسلام شكّل جزءًا من هويتهم الثقافية، وهذا يتجلى بشكل واضح من خلال دراسة بيوغرافيا العينة المدروســة، فقد شكَلت الأســرة أولً ثم الكتَاب ثانيًا، أحد المصادر الأساسية للتنشئة التربوية الأولية على مبادئ الإسلام والهوية الوطنية. تلك الهوية التي لم تكن ضمن الأولويات الأساسية للنخبة الحاكمة، ولم تتجل مبادئها على مستوى الهياكل المؤسساتية التي شرعت في بنائها دولة الستقلال. وهو ما انعكس على التمثّلات التي سيدافع عنها هؤلء بعد أن وجدوا إطارًا تنظيميّا يستجيب " إنزال الشريعة الإسلامية " لأهدافهم القيمية، عبر الشعارات التي كان يتبناها من قبيل . " القرآن دستورنا " و " الإسلام هو الحل " و أرادوا أيضًا أن يكونوا جزءًا من مسلسل التحديث؛ " المجتثون/المقتَلَعون " فهؤلء ولكن مع ما جلبوه معهم من قيم ومبادئ تعبّر عن هويتهم الثقافية الإسلامية المحلية، مع استثمار البنى والمؤسسات الناتجة عن مشروع التحديث. هذا المشروع الذي وضع هويتهم على الهامش، فأضحت مهمتهم هي البحث عن ســبيل لســتعادة هذه الهوية ليــس بإعادة تشــكيل البنــى التقليدية التي ذهبت بغير رجعــة، ول بالقطع مع مظاهر التحديث التي أضحت جزءًا ل يتجزأ من هيكلة المجتمع المغربي المعاصر ولكن عبر " الأسلمة " اســتحضار مضمون الهوية الإسلامية داخل هيكلة الدولة الحديثة، بإضفاء (1) Albert Hourani, Arabic Thought in the liberal Age, 1798 - 1939 (Cambridge, University Press, 1983), p. 35.

49

Made with FlippingBook Online newsletter