لكن في المجمل، يبقى التأثر بالتجربة الحركية الإســ مية المشــرقية قائمًا وإن لم تتأســس الحركة الإسلامية المغربية كامتداد تنظيمي لهذه التجربة، إل أنها وضعت نموذجًــا كواجهة يمكــن الإفادة منها للانطلاق في تأطير العمل الحركي الإســ مي المغربي، وما يمكن التأكيد عليه في هذا الباب أن هذا التأثر بالتجربة المشرقية انبنى عبر مجموعة من القنوات التواصلية: ـ الهجرة لستكمال الدراسة، وأيضًا العلماء المشارقة الذين كانوا يسهرون على تقديم دروس في الشــريعة والفقه واللغة العربية جرّاء الفراغ الذي تركه جلاء الأطر التعليمية الفرنسية بالمدرسة المغربية. ـ الحج السنوي وما سهّله من ربط جسور التواصل والتثاقف بين الأطر المغربية والأطر المشرقية. ـ الكتب والمجلات والإصدارات المشرقية الوافدة على المغرب. ب. حضور الرموز الإخوانية مــن الخلاصات الكمية التي خرجنا بها في دراســة العينــة المتعلقة بالخلفيات الجتماعيــة والقتصادية والفكرية للأعضاء المســاهمين في تأســيس الفعل الحركي ســيد " الإســ مي بالمغرب، وجدنا أن معظم هؤلء تتلمذوا بدرجة أولى على أفكار في ظلال " وكتابه " معالم في الطريق " ، وعلى وجه الخصوص مؤلّفه الشــهير " قطــب ســعيد " و " محمد قطب " و " أبو الأعلى المودودي " . بالإضافة إلى مؤلفــات " القــرآن ، وهي الرموز التي على ضوء أفكارها جرى التأسيس والتأصيل لتجربة الإخوان " حوى المسلمين الحركية. حركة الشــبيبة " ويمكــن تصنيف هذه المرجعيات التي كان يحيل إليها نشــطاء " البناء الأيديولوجي " إلى صنفين؛ فمن جهة هناك صنف يتميز بكونه مركز " الإسلامية ، ومــن جهــة ثانيــة هناك صنف يتكــون من مجموعة من Ideological Elaboration القياديين داخل الحركات الإسلامية. فالصنف الأول يتميز بقدرته على تقديم الإســ م كأيديولوجية كونية قادرة على منافســة الماركسية والليبرالية، وتوضح النســب المئوية أن كتابات هؤلء نالت إقبال كبيرًا من طرف الإسلاميين المغاربة، لنسجامها مع الطرح الإخواني الذي يقدم الغرب بصفته العدو الأول للعالم الإسلامي، والإسلام كقوة قادرة على مجابهته والقضاء عليه وإقامة المجتمع المسلم من جديد.
58
Made with FlippingBook Online newsletter