أما الفئة الثانية، فلم تحظ كتاباتها إل بنســبة ضئيلة من القراءات نظرًا لندراج خطاباتهــا فــي عموم المقــولت الإخوانية؛ حيث لم تأت بجديــد مقارنة بالمرجعية الإخوانية، بيد أنها ظلت مرشحة أكثر من غيرها للتعبير عن الخصوصية القومية للإسلام . ((( " وذلك تبعًا للتغيرات والتطورات التي يشهدها النسق السياسي الداخلي " السياسي؛ مــا يُلاحَظ في درجة مقروئية هــذه العينات المختارة، هو غياب المتن المغربي والإحالت المحلية في دروس ومذاكرات هؤلء النشــطاء، خلال عملية التعبئة التي كانوا يقومون بها بين أتباعهم ومســتقطبيهم. مما يؤكد الفرضية السابقة بأن الحركات الإســ مية المغربية، قامت في بدايتها على قطيعة مع رموز الســلفية الوطنية المغربية، مقابل التشرب من المتن الإخواني وما يُسمّى بأدب المحنة، نسبة للإنتاج الفكري الذي قدمه رموز الإخوان أيام سجنهم في فترة حكم جمال عبد الناصر. وهنا، يجب تســجيل أن عكوف نشــطاء الحركات الإسلامية، على قراءة أدبيات الإخوان أدى إلى نوع من التمايز لدى الحركات الإسلامية المغربية، وهو ليس تمايزًا فبالرغم من أن غالبية التيار " سياســيّا أو اجتماعيّــا أو حركيّا، بل هو تمايز عقائــدي؛ الإسلامي في المغرب يلتزم التجاه السلفي كمحدّد من محددات النتماء، ظل العمل الحركي الإســ مي بنتيجة هذا مفتوحًا بحيث يمكن أن نعثر وســطه على إســ ميين . ((( " سلفيين ومتصوفة وغيرهم من ذوي النتماءات العقائدية ت. تكييف المفاهيم الإخوانية إذن، كان رموز الشــبيبة الإســ مية ومؤسسوها قد نهلوا من فكر حركة الإخوان المســلمين ومن منهجها الحركي والتنظيمــي، واعتبروا رموزها الفكرية أحد المراجع الأساســية التي أطّرت مجالسهم التعبوية، وهو ما يؤكده معظم المستجوبين في العيّنة ، المرجع الأساس " معالم في الطريق " المدروســة؛ فعبد الكريم مطيع جعل من كتاب الذي على ضوئه يتم تأطير كل الملتحقين الجدد بالحركة، فضً عن كونه كان يعتمد كثيرًا من الأفكار التي أوردها العديد من أقطاب الفكر الإخواني (كسعيد حوى، وأبي الأعلى المودودي)، حيث ظل يعمد إلى تطويرها وأقلمتها مع المستجدات الداخلية. . 1846 ، مصدر سابق،ص " الحركات والتنظيمات الإسلامية في المغرب " عبد الحكيم أبو اللوز، ((( . 1842 المصدر نفسه،ص (((
59
Made with FlippingBook Online newsletter