الذي تلتف حوله بقية الجماعة. لهذا، ما فتئت الحركات الإســ مية تُنعت بأســماء عبد " ، أو حتى جماعة " عبد الســ م ياسين " ، أو جماعة " حســن البنا " قادتها، كجماعة . فما الصفات التي تأسست عليها سلطة الزعيم داخل هذه الحركة؟ وما " الكريم مطيع دور ذلك في تأطير تركيز الهوية الحركية للشبيبة الإسلامية؟ أحد الأطر الفاعلة في حركة الشــبيبة الإســ مية " عبد الســ م بلاجي " يلخّص حاليّا. " حزب العدالة والتنمية " خلال أواخر السبعينات من القرن الماضي، وأحد قادة طبيعة النزوعات التنظيمية التي اعتمدتها الشــبيبة الإســ مية فــي بداياتها الأولى؛ إذ يجب أن نلتزم عقيدة الســلفيين، وإيمان جماعة التبليغ، وفكر حزب التحرير، " يقول: . وهو ما يلخّــص بدرجة كبيرة طبيعة التكوين ((( " وتنظيم جماعة الإخوان المســلمين الأيديولوجي والتنظيمي لحركة الشبيبة الإسلامية آنذاك، والذي اتخذ من الفكر السلفي عقيدة، وتديّن جماعة التبليغ كالتزام شخصي، وبحزب التحرير كقوة تنظيمية معارضة، وبجماعة الإخوان كأيديولوجية تنظيمية، بكل ما يعني ذلك من شعارات في القتحام السياسي ورفع هدف إحقاق الدولة الإسلامية. قائــم على الخلايا، " لينيني " إلى خلــق تنظيم " عبــد الكريم مطيع " لقد ســعى التابعة مباشــرة للقيــادة الواحدة، عبر مجموعة من الضوابــط التنظيمية، القائمة على الولء والطاعة للقائد الواحد. وقد كان هذا النوع من التنظيم متفشــيًا ضمن التيارات الشيوعية التي ظهرت في المنطقة العربية خلال العشرينات من القرن الماضي، والتي من خلالها استمد الإخوان المسلمون نهجهم التنظيمي الهرمي. وهكذا، كانت بداية التأســيس الأيديولوجي والتنظيمي عند الشــبيبة الإسلامية؛ ذات نزوع إخواني واضح؛ حيث تركزت الثقافة الشرعية والتأصيلية، وتأصيل التقعيد لمفهوم البيعة داخل الشبيبة وعدم شرعية الخروج عن الجماعة ووجوب طاعة الأمير. فكان يجري توظيف المفاهيم الشرعية حيث تُسْرَد الآيات والأحاديث في هذه الأبواب الفقهية المعروفة ليقتنع النشــطاء بوجوب البيعة. وهو نمط إخواني من الزعامة، كان يُعمّم داخل الشبيبة بواسطة دروس في الجدية والتربية على الطاعة والنضباط والتجنيد. وقد تجلّت هذه الثقافة على مستوى قمة التنظيم؛ حيث كان زعيم الشبيبة يتمتع أبعدت الأتباع عن النقد والمســاءلة فقد كانوا شــديدي التعلق بشــخصية " كاريزما " بـ ،) 2008 ، (الرباط، طوب بريس، 1 ، ج ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية شهادة عبد السلام بلاجي، في: ((( . 64 - 48 ص
61
Made with FlippingBook Online newsletter