حيــث يتلقى المســتقطب في هذه المرحلة العديد من الدروس في الجلســات خصوصًا ما " سيد قطب " الأسبوعية المخصصة لذلك، ويكون أول ما يُلقّن هو أفكار . وإذا ما أبدى المستقطب " في ظلال القرآن " و " معالم في الطريق " جاء منها في كتابه اســتعداده لتبني هذه الأفكار، واعتمادها كمنهج وسلوك في علاقاته الجتماعية، وفي نظرته للدولة والمجتمع، يمر للمرحلة الثانية من العضوية التي تتيح له حضور بعض . " إبراهيم كمال " الدروس في الوعظ والإرشاد التي كان يقيمها أو ما اصطلح عليه بمفهــوم الصحبة داخل الدوائر الضيقة الانضمــام الأخوي: للحركة، وهي مرحلة ثانية من الســتقطاب، يكون فيها المســتقطَب قد امتلك العديد من الأفكار والمناهج في العمل الحركي كما تتبناه الحركة مما يتيح له النخراط في ، وفي بعض " إبراهيم كمال " عملية التأطير، على يد شــيوخ الحركة وقادتها خصوصًا ، الذي كان يشرف بنفسه على بعض هذه الدروس. " عبد الكريم مطيع " الأحيان بتأطير في هذه المرحلة، ل يُكلّف العضو بأية مهمة رسمية، إل حضور الجلسات والتلقي، والتلقي هنا ل يقتصر على الأفكار الحركية لبعض رموز الإخوان المســلمين، ولكن ببســط بعض الرؤى والتصورات التي تقدمها الحركة كتشــخيص للوضع الجتماعي والقتصادي والسياسي للدولة. ويبدأ العضو في رسم صورة معارضة للأوضاع القائمة، كما تلقاها من قادة الحركة. وتعمــل الحركة في هذه المرحلة على توســيع دوائــر حقلها المضاد للمجتمع والدولــة، عبر وســائل التعبئــة التي تعتمدها، والتي تصب فــي مجملها على دحض توجهات الدولة السياسية والقتصادية والجتماعية. في هذه المرحلة، يكون الناشط الحركي قد وصل إلى درجة الانضمام العملي: كبيرة من التعبئة والنضج الأيديولوجي، فتُســلّم له مهام تنظيمية داخلية، تبعًا للتراتبية داخل التنظيم. وبمرور الناشط من دائرة النضمام الأخوي إلى دائرة النضمام العملي، سيتوجب عليه الخضوع لفروض الولء التام للتنظيم، والتي تتم عبر آلية البيعة للتنظيم في شخص ، ليجد نفسه بعد ذلك أمام تنظيم يتضمن خمس شعب: " عبد الكريم مطيع " مرشــدها شعبة الأساتذة، شعبة المعلمين، شعبة التلاميذ، شعبة العمال، شعبة الحرفيين. ، ويشكّل أمراء الشعب الخمسة " أمير " ويترأس كل شعبة شخص تُعطى له صفة عبد الكريم " بدورهم مجلسًــا أعلى يكون خاضعًا بشــكل مباشر لمرشد الحركة وهو
67
Made with FlippingBook Online newsletter