أولها نبذ العنف وتجنب العمل السري والنفتاح على المجتمع والدولة. شهدت بذلك مرحلة الثمانينات على بلورة خطاب نقدي لدى الحركة، قائم على ، كان " حركة الشبيبة الإسلامية " مراجعة التوجهات الفكرية والتنظيمية التي تقوم عليها من أبرز مخرجاتها في تلك الفترة: رفض العنف كآلية للتغيير السياسي والجتماعي، وتجنب الصطدام بالســلطة السياســية، والسعي نحو إقرار الشــرعية القانونية لحركة ، بينما احتفظــت الحركة بالخط الدعــوي القائم على تحكيم " الجماعــة الإســ مية " الشريعة كمصدر للتشريع، والدعوة إلى نبذ النحراف الديني داخل المجتمع. بعد أن شكّلت مرحلة الثمانينات مرحلة للتأصيل النقدي، والمراجعات التنظيمية والفكرية، وذلك في سبيل كسب الثقة من طرف السلطة السياسية، جنحت الحركة مع بداية التسعينات نحو البحث عن موطئ قدم داخل الخريطة الحزبية بالمغرب؛ فالهاجس السياسي ظل مطروحًا من قبل قادة وأطر الحركة؛ خلال النقاشات والحلقات التعبوية الدَاخلية، التي كانت من ثمارها، بروز توجه يروم النفتاح على العمل السياسي، وذلك من خلال طرح ثلاث صيغ للمشاركة السياسية: إما التوجه نحو تأسيس حزب سياسي، إذا ما اســتُنفدت جُلّ الســبل " جماعة ضغط " أو النخراط بحزب قائم، أو لعب دور للمشاركة الحزبية. الإصلاح " إلى اسم " الجماعة الإســ مية " بالموازاة مع تغيير اســم الحركة من ، كتتويج لمسار من المراجعات والتحولت الطارئة على بنيتها 1992 ، سنة " والتجديد التنظيمية وهيكلتها الفكرية خلال فترة الثمانينات، ستتجه أطر الحركة نحو تقديم طلب ، وهو الطلب الذي قوبل برفض " التجديد الوطني " لتأسيس حزب سياسي تحت اسم من قبل الســلطات الإدارية بمدينة الرباط، بداعي مخالفة القانون الأساســي للحزب للمعايير والضوابط القانونية، فكان البديل هو البحث عن ســبيل للانخراط في تنظيم سياسي قائم. فتحت الحركة قنوات للتواصل والحوار مع العديد من قادة الأحزاب السياسية؛ " حزب الشورى والستقلال " ثم " حزب الستقلال " سليلة الحركة الوطنية، في مقدمتهم ، وهو ما تعذَر معه الوصول إلى نتائج لتأمين " حزب التحاد الوطني للقوات الشعبية " و عمليــة الندمــاج الكلي للحركة بهذه الأحزاب قبل أن تتوصل إلى اتفاق مع الدكتور ، الرجل المقرّب من القصر الملكــي، والأمين العام لحزب " عبــد الكريــم الخطيب " الحركة الشــعبية الدستورية الديمقراطية آنذاك، بعد سيرورة من النقاشات والحوارات
6
Made with FlippingBook Online newsletter