الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الثانية من القتحام، إلى الدخول في مرحة التوطيد لمرجعيتها السياســية؛ الأمر الذي لم يتسنّ لها عبر تورطها في العديد من الأعمال العنفية التي عجّلت بتوقيف تجربتها، عبر المواجهة المباشرة مع السلطة السياسية القائمة. عطفًا على ذلك، سيســعى هذا المحور من الدراسة إلى البحث في ميكانيزمات التحول نحو الراديكالية، من خلال الستعانة باستقصاء مسار وبيوغرافيا بعض القيادات التي سارت على هذا النحو، باعتبارها كانت الداعمة والمحرضة على الفعل الراديكالي، ثم من جهة ثانية البحث والتحري في المسار الراديكالي الذي اتخذه بعض المجندين والنشــطاء من هذه الحركات، وهو ما من شــأنه أن يعطينا صورة واضحة عن عملية التمرد على النظام الجتماعي والسياســي القائم، والبحث عن ســبل تقويض شرعية وجوده، بمشــروع اجتماعي بديل يتماشى والبناء الهوياتي الحركي الذي تبنته الحركة في عملية التعبئة والتأطير الجماعي. تأسيسًا على ذلك، سيتم العتماد على العناصر التحليلية التالية: ـ البحث في ميكانيزمات ومسار التحول نحو الراديكالية سوسيولوجيّا، ثم دراسة عملية في سير بعض حالت القياديين، وأخيرًا التعريج على دراسة في بعض حالت النشطاء المجنَدين للبرهنة على الطريقة التي تتلاقى بها مسارات انخراطهم في العمل الجماعي لكي تنتج مشــتركًا قائمًا على تقاســم الهوية الجمعية التي تعطي في نهاية المطاف الفعل الجماعي كما جرت التعبئة له من قبل قياديي الحركة. . سيرورة التحول نحو الراديكالية 1 إن الممارسة الراديكالية للفاعل الإسلامي الحركي؛ ل ترتبط فقط بمعطى ذاتي متعلق بالأشــخاص وتركيبتهم الجتماعية والفكرية والنفســية، وإنما هي أيضًا مرتبطة بســيرورة ممتدة عبر العوامل البيئية والموضوعية المتدخلة في تأثير المحيط في فعل الناشط الحركي، ورد فعل هذا الأخير في تحصين الهوية الحركية الإسلامية الجماعية، بمــا يعني ذلك من تضافر الجهود في ســبيل الحفــاظ على مكنون هذه الهوية مقابل النزعات المعارضة لها. مما يقتضي معالجة مسار التحول نحو الراديكالية من خلال الحالت المدروسة اعتماد الخطاطة التالية، أولً: دراســة بيئة النشــأة والنتماء السياســي ما قبل الفعل الإســ مي الجماعي. وثانيًا: مســار بناء الهوية الإســ مية الحركية، ثم ثالثًا: دراســة أُولَيات التحول نحو الفعل الراديكالي.

79

Made with FlippingBook Online newsletter