الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

" حســن البنا " وأفكاره مصدر إلهام وتوعية لدى مطيع ولم يعتمد تجربة " ســيد قطب " كمصدر مرجعي للتأسيس لعمله السياسي بالمغرب؟ عبد الكريم " الجواب يأتينا من خلال البعد الإقصائي الذي كان يرمي إلى تحقيقه ، كما نقل ذلك " الشــريعة الإســ مية " ، من خلال اهتمامه الحريص على تطبيق " مطيع كل من عاشر وصاحب الرجل في مجالسه التأطيرية، وأيضًا في نقده ودحضه لأصول خلال " الطاغوت " شــرعية السلطة السياســية في المغرب، التي كان يشخّصها بمفهوم مجالس التعبئة والتأطير لنشطاء الحركة. فالحركة الإسلامية التي تصورها وعبّأ من أجلها مطيع، كانت ترمي إلى استرجاع أصول الحكم الإســ مي بالمغرب؛ وذلك عبر تقويض شــرعية الحكم القائم، ببناء مجتمع مواز. وهنا، نســتحضر إحدى شــهادات نشطاء الحركة خلال فترة السبعينات؛ حيث كان مطيع يوجههم وهم في مرحلة الثانوية، إلى النضمام إلى الوظائف الإدارية " خصوصًا الأمنية وذات القطاعات الحساسة بالدولة كالجيش والمدرسة الإدارية. وكل . ((( " ذلك لهدف ومخططات، لم يتسنّ له الستمرار في إنزالها مسار التحول نحو الراديكالية ● منعطفًا مهمّا في مسيرة الرجل وجماعته؛ 1975 ديسمبر/كانون الأول 18 يشكّل يوم عمر " حيث وُجّهت لعبد الكريم مطيع تهمة التحريض على اغتيال المناضل اليساري ، القيادي البارز في التحاد الوطني للقوات الشعبية. وفي الوقت الذي اعتقل " بنجلون ونشــطاء كثيرون آخرون فَرّ مطيع إلى " إبراهيم كمال " فيــه الرجــل الثاني في الحركة المملكة العربية الســعودية حيث مكث خمس ســنوات، قبل أن ينتقل إلى ليبيا عام . 1980 في الجزائر مدة من الزمن ثم عاد مرة أخرى إلى ليبيا، " عبد الكريم مطيع " أقام التي ظل منفيّا فيها إلى غاية اندلع الثورة الليبية؛ حيث انتقل إلى بريطانيا بعدما طلب اللجوء إليها. وعلى مدى سنوات، فشلت كل المحاولت الرامية إلى عودة مطيع إلى المغــرب حتى في ظل مراحــل النفراج التي عرفتها البلاد وعودة مئات المنفيين من ، 1980 المناضلين اليســاريين والإســ ميين. ظل يحمل على كاهله حكمًا غيابيّا، عام صدر فــي حقه حكم ثان 1985 بالإعدام، وفي عام 1981 بالســجن المؤبــد، وعــام بالإعدام. . 122 ، مصدر سابق،ص ذاكرة الحركة الإسلامية المغربية شهادة نور الدين داكر، (((

90

Made with FlippingBook Online newsletter