الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

مسالك النفوذ: الدّين والاقتصاد يشــكّل السنغال نموذجًا حيّا في غرب إفريقيا لشبكة من العلاقات المتداخلة بين المشــيخة الدينية والنخبة السياســية والنشاط الاقتصادي والروابط الاجتماعية، ويوجد من بين أتباع الطرق رجال دولة وموظفون سامون ومديرو شركات وأصحاب مؤسسات، باختصار شخصيات ذات نفوذ واسع، لاسيما مع المريدية التي لا تزال تحافظ على تماسك صوفي واجتماعي يشكّلان مصدر قوتها وفاعليتها، وهي طريقة ســنغالية المولد والمنشــأ ظهرت بأرض باوول في إقليم جربل على يد مؤسسها، م، مستفيدًا من خبرات روحانية سابقة، واستطاع 1927 م- 1853 الشيخ أحمد بمبا ، وأعطى الأولوية للتربية والتعليم " خادم الرسول " أن يشق طريقه لنفسه، ويختار لقب . ( (( وكسب الحلال (أي العمل) ســبقت الطرق الصوفية نشــأة الدولة الحديثة وواكبتها بعد ولادتها، ومن ثم كانت ثابتًا من ثوابت الاجتماع السياســي الســنغالي المعاصر، وطال ظلها مختلف مناحي الحياة: سياســيّا واجتماعيّا واقتصاديّا وثقافيّا، ويغلب التصوف السلوكي في مقابل التصوف الفلسفي على الأتباع، وتعتبر الزوايا فاعً قويّا في تدبير الشأن العام، وأحيانًا فاعً مترددًا بين كونه أساسيّا أو ثانويّا على المستويين: الجهوي أو الدولي. وتُســبّب التعددية الصوفية تنافسًــا خفيّا بين الأتباع، لكن مع ذلك اتســمت الحركات الصوفية الشعبية فيما بينها بتعايش سلمي وتوافق اجتماعي حتى مع غير المسلم؛ كما تشهد بذلك المناسبات الدينية والاجتماعية المتنوعة. وخوّل انتشــار التصوف بالســنغال لرجالها حضورًا قويّا وظّ ممدودًا على المجتمع والسياسة والفكر والاقتصاد، وجعل مشايخها قادة ووجهاء، وهو ما يؤهل ، بل ظل الســنغالي إلى وقت " المنتدى الإفريقي للصوفية " بلاد ترانغا لحمل لقب ، (الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، الشيخ أحمدو بامبا سبيل السلام غالاي انجاي، محمد، ( (( . 68 م)،ص 2011

106

Made with FlippingBook Online newsletter