الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

لكن تضييق الخناق على المؤسســات الصغرى والمتوســطة المحلية حَجّم من قدرتها على التحول لشركات وطنية مصنّفة ضمن الاقتصاد المهيكَل ما جعلها منكمشة على ذاتها، وهو ما يحرمها من مزايا وأرباح كان بالإمكان الاستفادة منها وإعادة توظيفها لتشــكل مصدر دخول للشــباب العاطلين بدل صرفها إلى جيوب الأجانب الوافدين، فيما تُفتح الأبواب مشرعة للأجنبي، وتلك صعوبة بالغة التعقيد مطروحة أمام النشاط الاقتصادي الصوفي. هــذا يعني أن اقتصاد الزوايا لا يتعدى ســد الحاجــات اليومية والآنية وعلى الأكثر المدى المتوســط، ويترتب على ذلك ضعف القوة الشــرائية وندرة صناديق الادخار ما يُبقي ملامح الفقر بادية على وجه الشعب المحروم، ثم إن انتشار العوز والبؤس وغيرهما بين أتباع الشيوخ، يبرهن على أن مساهمتها في مواجهة التحديات الاقتصادية الداخلية دون المســتوى المأمول، ولن يكون بإمكانها الصمود بمفردها زمن تحرير التجارة وأمام التكتلات الاقتصادية الكبرى. والشــريك الصوفي هو الأضعف في سلســلة الحلقة الاقتصادية في معادلة ) الفرنسية في Auchan الداخل والخارج، فعلى سبيل المثال لم تجد شركة أوشان ( مجال التســويق التجاري بعد أن حطت رحالها بداكار جهة قادرة على مزاحمتها، على الرغم من الاستياء الشعبي الواسع من وجودها والمطالبة برحيلها، والطوائف الصوفية وإن شكلت ثقً اقتصاديّا وقوة مالية استثمارية، إلا أنها لم تصل بعد إلى أن تكون جماعة ضغط اقتصادي.

117

Made with FlippingBook Online newsletter