الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

التكامل بين الهيئات الصوفية والمؤسسات الاقتصادية يختلف الســياق الذي تتحرك فيه الصوفية على تباين مؤسساتها وهيئاتها: دينيّا وأمنيّا وسياسيّا، وتوجهت اقتصاديّا مع بداية الاستقلال للعمل في المزارع والحقول. ، وأدت ( (( ومنــذ بداية الثمانينات، انخرطت الطائفة المريدية بقوة في الهجرة الدولية ســنوات الجفــاف إلى ولوج ميــدان التجارة والبيع بالتقســيط وبالجملة في المدن السنغالية الكبيرة (داكار، سين لويس، لوغا، كولخ..إلخ) والانتقال بعد ذلك إلى دول إفريقيــا جنوب الصحراء، مثــل: كوت ديفوار، والغابون، والكونغو، ولاحقًا الاتجاه . ( (( نحو فرنسا مع نهاية الثمانينات، وإيطاليا وإسبانيا الدول الرئيسة لاستقبال المريد فيما راكمت المريدية خبرة واســعة في التعامل مع المحيط المالي القاصي والداني، ويظهر ذلك جليّا في المدن الســنغالية وفي مهاجرهم، وانتظام الأتباع في جمعيات مدنية، تقوم بأدوار متعددة دينيّا واقتصاديّا واجتماعيّا، وغالبًا ما يكون لهم في الغربة بيت خادم الرسول الذي يعتبر المقر الرئيسي للوافدين، مما يساعد على إدماجهم في المجتمع الجديد، وتعقد به حلقات إنشــاد ولقاءات في المناســبات الدينية الدورية والسنوية، فيما يقرأ بعضهم قصائد الشيخ التماسًا للبركات والسداد، ويواظبون عليها بطريقة أشــبه بقراءة الورد اليومي، ومن مميزات المنتســبين للشيخ أحمدو بامبا الثقة بالذات والتفاني في العمل والجدية والاعتماد على النفس والقدرة على التنظيم والإدارة والحشد. لكــن ثمت توظيــف للبعد الصوفي في الاقتصاد الوطنــي لا تخطئه العين؛ من اســتخدام رموز الطريقة وأعلامها الكبار وتسمية المحلات بالمشايخ والطريقة وأفراد العائلة والمعالم واســتخدام صور المناسبات الدينية، وتحويلها إلى علامات تجارية للتبرك وإظهار الانتماء إلى هذا الفضاء الصوفي أو ذاك، وهذا الاســتخدام (1) Monographie sur l’impacte socio-économique du grand magal de Touba au Sénégal , novembre 2011, p. 69. (2) Sall, Leyla, Soufisme et utopie économico-religieuse , p: 116.

118

Made with FlippingBook Online newsletter