الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

يتنافى أحيانًا مع التعاليم الصوفية كمن يختار اســم شــيخ لمحل يبيع بضاعة كان يــرى حرمتها، وهذه ظاهرة عامة في كل أتباع الطوائف الصوفية الذين يعملون في التجارة والمال. وقد تُستعاض الولاية التي ظلت مطلبًا ساميًا في الفكر الصوفي بالثراء المادي الآني عند بعض المريدين حين يبتعدون عن مسار الزهد والورع، ويتعجلون حظوظ الدنيا الفانية على الآخرة الباقية، وعند انقلاب الموازين المعرفية والسلوكية، ويُفسّر النجاح عندئذ بالمكاســب والأرباح، الوجه الآخر للكرامة التي هي مظهر للولاية، ولعل هذا ما حدا ببعض منظّري المريدية إلى التنبيه على أهمية الكســب الحلال، وتعداد الأســس الفلســفية للعمل فــي المريدية، وأولاها: أكل الحــ ل، وثانيها: . ( (( الاعتماد على الذات، وثالثها: تصحيح مفهوم التوكل والزهد لكن توسع الخلف في التمتع بحياة الدنيا وزينتها من مراكب ومساكن وملابس مقارنة بأســ فهم الذين عاشوا عيشة متقشفة يزيد اليوم من نفقات الزوايا، وهو ما يستدعي الحصول على زيادة رأس المال لسد الحاجيات والكماليات. على الرغم من ذلك، لا يمكن إطلاق الحكم بأن الطرق الصوفية تحولت من هيئات دينية إلى مؤسســات اقتصادية، فالتقارب الحاصل بينهما لا ينفي خصوصية كل مجال وتمايزه عن الآخر، وإن مثّلا جناحين لا غنى عنهما للتحليق الصوفي. ويمكــن الإشــارة هنا إلى أن الاقتصــاد الإفريقي، وبالأخــص دول إفريقيا الغربيــة، يميل كثيرًا نحو الاندماج، ويظهر ذلــك جليّا في المبادرات التي تتخذها الدول والمؤسســات منذ عقود ابتداء بتوحيد البنك المركزي لدول إفريقيا الغربية ) التابــع لثمانــي دول داخل المجموعة الاقتصادية لــدول غرب إفريقيا BCEAO ( ) الذراع UMEOA الخمس عشــرة، وعلى صعيد الاتحاد النقــدي لإفريقيا الغربية ( النقدية للبنك المركزي، ويضم ثماني دول تتعامل بالفرنك الفرنســي، وهي: بنين، وبوركينافاســو، وتوغو، وكوت ديفوار، وغينيا بيســاو، ومالي، والنيجر، والسنغال. وما بعدها. 91 ، مرجع سابق،ص دراساتحول المريدية مؤلفجماعي، ( ((

119

Made with FlippingBook Online newsletter