الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

وفي المقابل، تشــكّل الدول الأنجلوفونية المنطقة النقدية لإفريقيا الغربية، وتشمل: غامبيا، وغانا، وغينيا، وليبريا، ونيجيريا، وسيراليون، وميزانيتها الاقتصادية تفوق ما لنظيرتها، وهذا الاندماج والتكامل يرفع من شأن سلطة الدولة على حساب أصحاب رؤوس الأموال الوطنية على تنوعهم. الواقع أن كل طرف من المؤسســات الصوفيــة والهيئات الاقتصادية يحتفظ بمقومــات وجــوده، والعلاقة بينهما أقرب إلى التكامل تحقيقًا للمشــروع الصوفي الجامع بين الديني والدنيوي في علاقة عمودية تربط الشيخ بالمريد. ويتكفــل صنــدوق النقد الدولــي بوضع الوصفات العلاجية بعد تشــخيص الأمراض المالية للدول، وإدخال من شــاء في الملة الاقتصادية وإخراج من شــاء، فهو الموجه الحقيقي للبوصلة الاقتصادية في هذه الأقطار وإن نأت عنه، ونتذكر هنا سياسة التقويم الهيكلي في التسعينات وما جرّته على مجتمعاتها من أزمات ونكبات خلّفت آثارًا جسيمة عليها، ثم إن السوق الدولية تحدد أسعار المواد الأولية ما يضع ثروات الدول الإفريقية تحت رحمة أصحاب رؤوس الأموال الدولية والرأســمالية العالمية، ولكي يحتل الرأســمال الصوفي موقعًا لائقًا لابد له من طرح جدي أمام عمالقة الاقتصاد العالمي. وما ذُكر؛ يجعل نصيب الطرق من كعكة الاقتصاد على أهميته محدود الأثر، لارتبــاط هذا الشــأن بدوائر محليــة وإقليمية ودولية ليس بمقدوره منافســتها، في ظــل حكومات مغلوبة على أمرهــا ومخنوقة باتفاقيات ومعاهدات تحاصر حركتها المالية والاستثمارية. م، انحــازت الصوفيــة عمومًا للحرب علــى الإرهاب، لتكون 2001 ومنــذ الحزام الديني المنتظر لتطويق الجماعات المسلحة، وعلى الرغم من ازدياد الطلب ســبتمبر/ 11 الاســتراتيجي على الخدمات الصوفية الدينية والثقافية عقب أحداث م، بغــرض تقليل أنصــار المد الجهادي في إطــار محاربة الإرهاب 2001 أيلــول وتجفيف منابعه تفعيً للقوى الناعمة؛ فإن ذلك لم يُوسّــع من دائرة النفوذ المالي والاســتثماري للتيار الصوفي، وإن تلقى دعمًا ومســاندة أحيانًا من طرف السلطات

120

Made with FlippingBook Online newsletter