الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

ليكون أفرادها أبعـــد ما يكونون عـــن حياة التقشف والـــزهد ولبـــس الصوف . ( (( " الصوفي ابن وقته " والجلوس في الخلوة، حتى اشتهر عنهم قولهم: وبالإضافة إلى العلاقة القائمة بين القيم الصوفية ومؤسسات المجتمع اتجهت الصفْوَةُ المتعلمة من أتباع الطرق الصوفية في غرب إفريقيا على نحو تدريجي إلى استغلال وسائل الإعلام لتمرير خطاباتها، بل وإلى التسابُق على صناديق الاقتـــراع كلما تم تنظيم اســتحقاق انتخابي حيث نجد الطرق الصوفية في غرب إفريقيا في واجهة المشهد الانتخابي، وهو نهجُ عـــزز مـــن تمسك الصوفـي الإفريقي بالحياة دون أن يُعلـــق قلبه بها أو يميـــل إلى مُغرياتها، مما يعني رسُوخ القيم الإسلامية الصوفية في نفوس الأفارقة. تحتاج الأوسـاط الشعبية دائما إلى دليل يرشدها سواء السبيل وهو ما تجسده ، لذلك تتبارى وسائل الإعلام من صحف وقنوات ( (( شخصية مُرابطْ الطريقة وشيخها إلى إضفاء حالة من الاحترام والتودد على مثل هذه الشــخصيات الدينية، بل إنها اعْتـــادت أيضا على رفْـد ووسْم رجال التصوف؛ صغارا وكبارا، بحالة من المهابة والـــوقار والاحتشــام اللائـــق بالمكانة الروحية التي يحتلونها في نفوس أتباعهم ومريديهــم. ومن منظور أكثر تجريبية فإن التشــابك والحــذر والتحدي أحيانا هما أبرز مظاهر علاقـة هاتين السلطتين ببعضهما البعض فمنذ تسعينات القرن العشريـن لعبت الصحافة المُستقلة الدور الأكبر في زعزعـة الثقـة لدى أتباع الطـرق الصوفية بشــيوخهم. ولأن وســائل الإعلام بشتى أشــكالها تبقى مجرد انعكاس لتعارضات المجتمع السياسية والدينية أو حتى الأخلاقية فـــإنه من ضمن الاشكالات التي قد ، المكتبة التوفيقية، القاهرة، ط ايقاظ الهمم في شرح الحكم انظر: ابن عجيبة، أحمد بن محمد: ( (( . 80 م،ص 2008 للميلاد 1147 ـ 1056 لَمْرَابَطْ مصدرها هو المُرابطون اللذين شكلوا الدولة المرابطية ما بين ( (( فهو مصطلح يطلق في منطقة الغرب Le Marabout أو لَمْرَابَط Marabout ولكن وصف أمْرَابَط الإفريقي على الشيخ الذي يؤمل منه الاحترام والحكمة والورع أو أن يكون معلما للقرآن الكريم وعلومه، وسيلاحظ القارئ استعمالنا لهذا التعبير طيلة المقال، وتقابلها باللغة الولفية كلمة السِيرِينْ التي سيجري تناولها في المقال أيضا كلقب للزعماء الصوفية في إفريقيا.

128

Made with FlippingBook Online newsletter