الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

التصوففيإفريقيا الغربية والإعلام خطاب قديم بوسائل عصرية ( (( أعبيد إميجن

على مـر الأزمان أرست الطرق الصوفية في أغلب مناطق غرب إفريقيا قـواعد تعاونية مناسبة وملائمة لمواجهة مصاعب الحياة وتعقيداتها، كما واكبت تلك الطرق التطـــورات والأحداث دُون أنْ تُرَغِبُ أتباعـــها في الاستسلام للعُزلة والانطوائية داخل الزوايا أو من حول المقامات، بيد أن انتشار التصوف وانتعاشـــه في الوقت الحاضـر قـد مكنَ من مواجهة انعـدام اليقيـن الذي خلفه نشاط المدارس الفكرية والمذهبية الطارئة على المنطقة بما في ذلك ظاهرة الإسلام المتشدد والمجموعات الجهادية المرتبطة به. وبِحكم مُيول الغالبية الســاحقة من الشــعوب الإفريقية إلى الارتباط بالطرق الصوفية وشــيوخها وازدرائهم المُتأصل لكل ما يخالف تعاليـــم ؛ حيث بات ذلك المرابط مَلجأهم الآمن لممارسة شعائرهم الدينية " مُرَابَط الزاوية " في زمـن الظمأ الـروحي واستشراء التشدُد الديني. إلـى جانب هـذه العوامل لا يقتـصر الطـابع الصوفـي ومظاهـره العملية في غرب إفريقيا على المواسـم الثقافية والمـزارات، بل إن التدين الشعبي ومتانة أتباع التقاليد الصوفية ساهما في مسايـــرة واقـع المجتمعات المعاصر روحا وممارسـة، حيث أبـدى أتباع الطرق الصوفية تجاوبا متزايدا مع التنظيمات الاجتماعية والنقابية ( أعبيد إميجن، كاتب موريتاني مهتم بشؤون غرب إفريقيا. ((

127

Made with FlippingBook Online newsletter