. ومن الطبيعي أن يتصدى ( (( " خادم الإسلام " السنغال بعدما أطلق على نفسـه لقب بقوة للحكم الفرنسي وتياراته الثقافية الاستعمارية، فالشيخ أحمدو بمبا إلى جانب السلطـة الاستعمارية في " البعد الروحي كان يُجسد رَمـــزية متزايدة في مواجهـــة المُـــحْدِقِ حينها بالمجتمع " كل مكان، وكـــان معلمًا بارزًا ضـــد خَطَر التغْريب.. الســنغالي بحســب الباحثة أدَرْيَانَا. وبإمكان الباحث المنصف أن يرى أثر تعاليـــم خلفاء الطريقـــة من حيث قوة الآصرة التي تجمع الاتباع والمؤمنين والذين تشكل الأوســاط الوُلْفيَة عمودهم الفقـــري بالنظر إلى كونها المجموعة العرقية الرئيســية في السنغال. ومن أجل رفع منسوب الشعور الوطني لدى أهم مكونات الشعب السنغالي بادَرت الحكُومات منذ قيام الدولة إلى الاســتلهام من شــخصية الشيخ أحمَدُو بَمْبَا امباكي، كان رئيس الجمهوريـــة ليوبُولْدْ سيـــدار سيْنْغُور (مسيحي كاثوليكي) قد قرر حينذاك أن يأخذ مبادرة التقرب من البقاع الصوفية المُقدســـة لدى مُســلمي السنغال وخاصـة في مدينة طوبى، وقد رحب به مُزارعو الفُول السُوداني وتلامـذة الشيخ أحمَدو بمبا بحماس. في أعقاب تلك الخطوة زادت تغذية العلاقة القائمة بين الدولة العلمانية الوليدة وبين الطرق الصوفية في السنغال وتنافس رؤساء الجمهورية على استعطاف شيوخ وأتباع الطريقة المُريدِية، وبذلك أرسى هؤلاء أعرافا وتقاليـد " طوبى مَاڰال " بروتوكوليــة حرصوا من خلالها على المشــاركة في زيارة موســم الذي يكرس الاحتفال بذكرى عودة الشــيخ أحمد بمبا من منفاه Magal de Touba من صفر من كل سنة قمرية. وينغرس الاعتقـاد لدى 18 في الغابون التي كانت في أتباع هذه الطريقة المريدية بوُجود طاقة روحية وصوفية للشيخ أحمَدُو بَمْبا لا تفارق ضريحه بمدينة طُوبَى. ومما يسترعي الانتباه أن مؤسس المُريدية ظل يتعبـد في هذه م بقرار 1895 البقعة ويربي تلامذته قبـــل تعرضه للنفي والإبعاد إلى الغابـون سنة أن مؤسس المُريدية يعد أحد أكبر " دكار والأوامر الصوفية " تذهب الباحثة أدريانا بيغا في كتابها ( (( فـي بداية حياته الحركية والعلمية، انظر: " Négritude " المدافعين عن ثقافات الزنوجة Piga Adriana, Dakar et les ordres soufis. Processus socio-culturels et développement urbain au Sénégal contemporain , Paris, L’Harmattan, 2002, p. 224
135
Made with FlippingBook Online newsletter