الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

إداري اتخذته السلطات الاستعمارية الفرنسية ضده، وحتى اللحظة لم يفرط أتباعه في القواعد الروحية التي أرساها الشيخ أحمدو بمبا انطلاقا من مدينة طوبى والتي يَقْصُـدها ما بين أربعة إلى خَمسة ملايين زائر مُـريدِي كل عام للمشاركة في موسم باعتباره أهَـمَ مَوْسِمٍ روحي في العالم الإسلامي قاطبة، وفي خضم " طوبى مَاڰال " هذه الأجواء تتحول المُريدية إلى صانعة لأكبـــر حدث إخباري تترصده عدســات . ( (( القنوات وأقلام قادة الرأي خــ ل هذه الحقبة الطويلة وما يميزها من اســتثمار مفيـــدٍ وصالحٍ ومريح لكلا الطرفين زاد رصـــد وسائل الإعلام لتأثير المُريدِية والطرق الصوفية بعامة في المشهد السياسي السنغالي وفـق ديناميكية متوارثـة من خليفة إلى آخر، ومن جسم سياسي إلى الذي يخلفه، وكانت بالأحرى علاقة تؤطـر الهيـاج الديني لدى الشباب السنغالي وتوجهه بعيدا وفق ملامح إعلامية تتميز بتلقيـن الناس بما يريده قادتهم. الصادر بتاريخ الثالث من سبتمبـر/ أيلـول 1992 / 57 بعـــد القانون رقـــم م والقاضـــي بتوســيع مســاحة وســائل الإعلام والتحول إلى البث الرقمي 1992 ودعـم وتعزيز التعددية السمعية البصريـة في السنغال، كان لافتا ومتوقعا أن تتعرض السياسات الإعلامية السابقة للاختبار، وأن تمهد إجازة هذا النص القانوني لتسليط الضوء على عمليات الاستقطاب من قبل الزعماء الدينيين، ومقارنة ذلك بالواقـــع الاجتماعي من قبل لاعبين جدد في وســائل الإعلام المُستقلة. وإذا كان من النادر الإصغاء إلى الأثر الذي تركته الأصوات النقديـة والاعتراضية في أوقات سابقة فإن بُروز هيْئات صحفية تدعي الاستقلالية قـد ساعـد على صياغة العديد من النقاشات بشــأن المدى الحقيقي لحـــرية التعبير في الســنغال، وذلك على ضوء العديد من مظاهر التـــوتر القائمة مـــع القادة وأتباع الطـــرق الصوفية مما جعلنا نتساءل عن من نوفمبر /تشرين الثاني من كل سنة 30 خصص الرئيس السنغالي الحالـي ماكي صال يوم ( (( عطلة مُعوضة في جميع أنحاء السنغال، كما سبق لغريمه السياسي والرئيس السنغالي السابق عبد الله واد وان أقام إلى جانب الخليفة العام للطريقة المريدية خلال الحملتين الانتخابيتين لسنتي في مسعى للاستفادة من الحجم الناخب للطائفة المريدية مستغلا في ذلك انتماءه 2012 و 2007 لها حيث يعتب أول رئيس مريدي يتولى سدة الحكم.

136

Made with FlippingBook Online newsletter