مقدمة
مكانــة الطــرق الصوفية وتعاظم دورها في غرب إفريقيــا أمر لا تخطئه عين الملاحظ نظرًا لتأثيرها الديني الواســع ونفوذها الاجتماعي العميق وبالتالي تفاعلها مــع المنظومة السياســية القائمة. والطــرق الصوفية اليوم جزءٌ مــن تاريخ الغرب الإفريقي؛ بحيث تفاعل شــيوخها ومريدوها مع الأحداث الكبرى التي عرفتها تلك المنطقة، فخلال الاســتعمار أســهمت الطرق الصوفية بفعالية في مقاومة التوســع 12 الأوروبــي في غرب إفريقيا. وعلى ســبيل المثــال، قاد الحاج عمر تال (توفي )، وهو من كبار شيوخ الطريقة التجانية، حربًا ضد الفرنسيين 1864 فبراير/شــباط ديسمبر/ 15 في مناطق واسعة من مالي والسنغال، وتابع ابنه أحمدُ الكبير المدني ( ) نفس المسار. وقد تبنى شيوخ صوفيون عديدون طريق مقاومة 1897 كانون الأول الأوروبيين، وجيشوا الجيوش مثل الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل (توفي ) في موريتانيــا وفي الصحراء وجنوب المغرب. 1910 أكتوبر/تشــرين الأول 25 في منفاه بفرنســا) -وهو أحد شيوخ 1943 وكان موقف الشــيخ حماه الله (توفي الطريقة التجانية البارزين-، من الفرنسيين في مالي سببًا في نفيه بعيدًا عن موطنه. ولا يختلف موقف شيوخ التصوف ومريديهم في غرب إفريقيا عمّا قام به الأمير عبد القادر الجزائري، وهو من أتباع الطريقة الصوفية القادرية، ضد الفرنسيين من مقاومة. ومع اســتقلال دول غرب إفريقيا عن فرنسا وبريطانيا نهاية خمسينات وبداية توطدت علاقة بعض الطــرق الصوفية في أغلب هذه ( (( ســتينات القرن الماضــي ، وتلتها 1957 مارس/آذار 6 كانت غانا أول دول غرب إفريقيا استقلاً عن التاج البريطاني، في ( (( ، ثم نالت تسع دول استقلالها سنة 1958 أكتوبر/تشرين الأول 2 غينيا التي استقلتعن فرنسا في =،) أبريل/نيسان 27 أبريل/نيسان)، وتوغو ( 4 ، ثمان منها عن فرنسا، وهي: السنغال ( 1960
13
Made with FlippingBook Online newsletter