الأبعاد الاجتماعية للتصوففيغرب إفريقيا قراءةفيالبنى والوظائف والعلاقات ( (( محمد سالم محمد يمثل التصوف طبعة الإســ م الأكثر رواجا وانتشــارا في إفريقيا، وقد امتدت في الزمان طولا مرافقة تاريخ الإســ م ونضاله من أجل تقليص مســاحات الوثنية التي كانت اللباس الديني للقارة الســمراء، وامتدت في المجتمع عمقا لتوجه القيم والأفــكار والعــادات وتعيد ترتيب المراكز والمواقع، وبناء المجتمعات واســتقرار نظمها واستقرار حاضرتها. والحــق أن إفريقيــا ما عرفت الإســ م إلا من خلال التصوف وأن التصوف كان النهر الإسلامي الأكثر تدفقا -بين الأفكار والنحل الإسلامية- إلى بلاد السود، فاســتقر في أرجائها وخصوصا في منطقــة الغرب الإفريقي، وبين رياض التصوف وحضرات الأشياخ والمريدين نشأت قصة الإسلام في هذا الجزء من بلاد المسلمين وفي ذلك الركن من القارة السمراء. وإذا جاز أن نبحث عن خصائص للإسلام أو لظاهرة التدين والتفكير الإسلامي في الغرب الإفريقي فلا نراها خارجة عن الميزات والصفات الآتية: - وهذا الوسم بالســنية عمومي، خارج عن مقتضيات الجدل إســ م سني: داخل الإســ ميين اليوم حول مفهومي البدعة والسنة، وإنما المقصود به عموم أهل السنة كقسيم إسلامي منفصل عن القسيم الشيعي، وإذا تحدثت
( محمد سالم محمد، باحث موريتاني مختص بمنطقة غرب إفريقيا. ((
149
Made with FlippingBook Online newsletter