الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

التمحيص والتأصيل الإســ مي الاحتفاء والاحتفال من الإسلام الإفريقي فقد اقتص منه جزء كبيرا إن لم يكن الجزء الأكبر منه والناظم الجماهيري الأعظم في هذا الإسلام الذي تشربه الغرب الإفريقي منذ قرون عديدة. - وشواهد ذلك ماثلة في حجم الحراك الثوري الذي تأسس إســ م ثوري: حــول المســاجد والحضرات الصوفية ومن بيــن حلقات العلم وعلى يد طلابه؛ نشــأت بوادر المقاومات الإفريقية للاحتلال الفرنسي والإنجليزي فــي المنطقــة، وظل تلك المقاومات في جملتها مســتندة على بعد ديني واضح، دون أن ينفي ذلك أن بعض حضرات ومشايخ التصوف رأت في مهادنة المســتعمر أيضا موقفا فقهيا واجتهادا يســتجلب الأدلة، وللجانب الاجتماعــي في هذه الثورية حضور قوي فقد كان شــيوخ التصوف قادة الثورة على الديكتاتوريات الإفريقية القديمة التي كانت تذيق شعوبها أشد أنواع الظلم والتنكيل والتحقير الاجتماعي، وكان لتلك الثورات التكريمية . ( (( دور أساسي في تدفق الأفارقة إلى الإسلام - يتداخل الدين والعرق في عدد من دول إفريقيا، التصالح مع القيم الإفريقية: وبموجب ذلك التداخل يتآكل المضمون القيمي والفكري للإسلام ويكون أكثر تصالحا وانسجاما مع العادات والتقاليد والقيم الإفريقية السائدة، وإن كان بعضها لا ينسجم بداهة مع بعض الأساسيات الإسلامية، وكما تصالح الإسلام الإفريقي مع القيم الاجتماعية السائدة، فقد تصالح أيضا في أقطار كثيرة من إفريقيا مع العلمانية التي تركت له تسيير الشأن الديني واستندت عليه في بعض الأحيان في حشد الدعم السياسي.

، كتاب الأمة قطر، المسلمون في السنغال معالم الحاضر وآفاق المستقبل ( سيلا، عبد القادر، (( . 25 م،ص 1983

151

Made with FlippingBook Online newsletter