الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

- 23 نســبة إلى مؤسسها الشــيخ محمد فاضل بن مامينا (توفي الفاضلية: الذي أسلم رايتها إلى أبنائها الذين توزعوا في ( (( م) 1869 إبريل/ نيسان إفريقيــا والمغرب، وامتد صيتهم الروحــي إلى ًاصقاع عديدة، حيث كان أكتوبر/ تشرين الأول 25 الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل (توفي م) مؤسس رباط وجهاد وحراك سياسي وفكري وروحي عميق في 1910 صحراء المملكة المغربية، فيما كان أخوه الشيخ سعد بوه بن الشيخ محمد م) على موعد مع ثورة روحية وانتشار 1917 يوليو/ تموز 12 فاضل (وفي واسع في الصيت والتأثير في غرب موريتانيا ومناطق واسعة من السنغال، وإذا كان الشيخان الأخوان قد تباينا في دائرتي المكان والأتباع فقد تباينا أيضا في الموقف من الاستعمار الفرنسي، فكان الشيخ ماء العينين وأبناؤه وتلاميذه أبرز رموز المقاومة ضد الفرنســيين، وكان الشيخ سعد بوه على . ( (( الضفة الأخرى من أبرز رموز المهادنة ومسالمة الفرنسيين وللفاضلية تأثير قوي في الســنغال عبر مشــربين صوفين هما مشرب الشيخ م) في مدينة 1919 المحفوظ بن الطالب أخيار (توفي في نوفمبر/ تشــرين الثاني دار السلام، ومشرب الطريقة السعدية، نسبة للشيخ سعد بوهْ، التي جعلت من قرية النمجاط الموريتانية محجة يفد إليها آلاف المريدين في نهاية رمضان من كل عام، حيث يقيمون شــعائر الاحتفاء والتقديس حول ضريح الشــيخ سعد بوه بن الشيخ محمد فاضل، وللفاضلية أيضا حضور قوي في غامبيا وساحل العاج ودولة غينيا. والقادرية أم الطرق الصوفية في إفريقيا، وأبرز بوابات الإسلام إلى إفريقيا، بل إن الغالبية العظمى من الأفارقة ما عرفوا الإســ م إلا من خلال القادرية وعلمائها ودعاتهــا، وزواياهــا والتجار المنتمين إليها، ويصف بعــض الباحثين علماء ودعاة محمد فاضل بن مامينا القلقمي الموريتاني ينتمي إلى أسرة من الأشراف الحسنيين وهو أب لعدد ( (( كبير من المشايخ المشهورين في موريتانيا وغرب إفريقيا. جاء ذلكضمن حالة تباين واسعة طبعت المشهد العلمي والروحي في موريتانيا تجاه المستعمر ( (( الفرنسي بين من رآه غازيا كافرا تتوجب مقاومته، ومن رآه حلا لأزمة الأمن والفوضى التي كانت تعصف بالمجال الموريتاني عموما.

153

Made with FlippingBook Online newsletter