الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

التصوف والتشكيل الاجتماعي التصــوف فــي نهاية مطافه ظاهــرة اجتماعية، فهو مجموعــة من القيم تؤدى مــن خلال مجتمعات ووظائف اجتماعية وتتمدد أفقيا وعموديا في أنســاق ولهذه الوظائف الاجتماعية التي يؤديها التصوف باعتبارها نســقا أخلاقيا أيضا دون شــك تأثير بالغ على الأفراد والجماعات المتناغمة معه أو الدائرين في فلكه، عبر معالم متعددة، أبرزها: - بناء المجتمع الخاص للتصوف: وذلك من خلال تحديد الغايات الكبرى الفعالــة في حياة الناس، الحافظة لقيمهم المشــتركة والراســمة لأهداف واسعة لهم في الدنيا التي يعيشون والآخرة التي يرون التصوف خير زوارق النجاة فيها. ولقد أدت هذه الغائية إلى أن تشكيل شخصية المريد، بمعالمها المتعددة التي تنطلق مع البيعة التي هي عقد انتماء ودخول إلى مجتمع التصوف، ثم تستمر بعد ذلك مســيرة التربية الصوفية وتغذية المريد أو التلميذ أو الصحاب بالأوراد والقيم الطرقية التي ستجعل منه مع الزمن النموذج والترسيم الفعلي لرأي الطريقة ونظرتها للحياة ولشخصية الفرد وشبكة علاقاته في المجتمع. - وتظهــر تعاليم الطريقة التجانية بشــكل خاص جملــة من الآداب والقيم المتعــددة التي تصنع في مجملها دوائر متعددة للعلاقة المجتمعية وتفتح للمريد أو العضو التجاني طريقه إلى مجتمع الطريقة الخاص، ثم المجتمع العام الذي يتحرك فيه، وأغلب هذه القيم دائرة تماما حول مركزية الشيخ، وتلك صفة ثابتة في مختلف الطرق الصوفية - امتثال أوامره واجتناب نواهيه. - إيثاره بكل شيء، حتى الوالدين في حاله عدم توافقهما مع الشرع. - أن ينوي بإكرامه لشيخه وجه الله تعالي. - أن يحافظ على عهده وسره ولا يتتبع عوراته وعثراته.

158

Made with FlippingBook Online newsletter