الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

- أن يحب من يحب شيخه ويكره من يكره شيخه. - ألا يدخل فيما لا يعنيه. - أن يفاتح شــيخه بالكلام بعد أن يفاتحه هو لا قبل ولا يكثر عليه حتى يمله. - ألا يتجسس لعيوب إخوانه لينقلها إلى شيخه ليوقع بينه وبينهم - ألا يخاصم مريدي شيخه ولا يبغضهم. وعلــى هــذه الأخلاق والقيم تتوارد أغلب بل كل تعاليم الطرق الصوفية، إذ أن الفــروع الصوفيــة لا تعدم جذرا للتلاقي حول الأوراد والقيم ومكانة الشــيوخ ووظائــف المريدين فتتشــابه وتتقاطــع الطرق وتختلف في بعــض البنى التنظيمية ومستوى استخدام المغيب والتأثير الروحي. والأكيــد أن هــذه القيم والأخلاق واللوازم تؤول مع الزمن إلى بنية تنظيمية، ذات مســارين أحدهمــا عمودي يترقى فيها التجانيون مــن مريد إلى مقدم فمقدم مطلق، فشــيخ مأذون له بتلقين الأوراد، وفي الغالب فإن مرحلة التقديم والتصدير النهائية ستدفع صاحبها إلى أن يقيم مركزه الخاص به، قرية أو مدينة أو شعبة من شعبة التربية والبناء الصوفي. أما المســار الأفقــي لهذا الانتماء فهو مســار الدائرة، وهي أشــبه بالوحدة القاعديــة عنــد الأحزاب، والدوائــر مجموعات من المريديــن موزعة في الأحياء والمناطــق المتجاورة، يقودها مقدم تلتزم بأداء الأوراد الجماعية، وتنظيم العلاقات البينيــة وإقامــة مؤاخاة وأرحام موصولة بحبال الآصــرة الطرقية، وتتفاوت الدوائر التجانية وكذا المريدية في الســنغال على ســبيل المثال تبعا للوضعيات الاجتماعية والاقتصادية لأعضائها، ويؤدي أعضاؤها في الغالب زيارة ســنوية للمراكز الكبرى في طوبى وكولخ وتيواوون، حيث يؤدون الصلوات والأذكار وحلقات الحفظ، وفي الغالب يهدون إلى الحضرة من فائض ميزانية الدائرة. وتجــدر الإشــارة في هذا المجال إلــى أن غالبية قومية الفــولان بفصائلها المختلفة تنتمي إلى مدارس التجانية وأن غالبية مجتمع الولوف في السنغال تنتمي إلى الطريقة المريدية.

159

Made with FlippingBook Online newsletter