الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

قداسة الزعامة الصوفية يضفي التصوف في غرب إفريقيا حالة من القداســة على المشايخ والزعامات الصوفية يصل إلى: - تقديــس الحضرة والمشــيخة الصوفية واســتدرار بركاتها من أجل قضاء حوائج المريدين وفق الأدبيات السائدة في مجتمعات التصوف بشكل عام. - الزعامــة الاجتماعيــة: حيث أن رتبة الشــيخ والمقدم الصوفي تفوق رتبة زعيم القبيلة والوجيه السياســي وقد أخذ المشــايخ جانبا من هذه الزعامة مــن خلال البعد القيمي الــذي يمثلونه وما حافظوا عليه من زهد وإنفاق وتعليــم ومجالات إصلاح، بل ومقاومة في وجــه الزعامات الاجتماعية التقليدية وخصوصا الوثنية التي كانت تضطهد رعاياها بشكل كبير. وقد تصالح التصوف بشــكل كبير في مجــال تقديس الزعامات الروحية مع العــادات الإفريقية العريقة في هذا المجال، حيث يحمل الشــيخ على الأعناق في بلدان إفريقية كثيرة ويتلقى بالسمع والطاعة، والهدايا والهبات الخ. وقد فرضت هذه المكانة للزعامات الصوفية حضورا قويا في التسيير والشراكة في الملف السياســي في بلدانهم، ففي السنغال يسعى جميع السياسيين إلى خطب ود الطريقة المريدية ويؤدي الرئيس الذي ينتمي إلى الطريقة التجانية زيارات متعددة مــع تقديــم بعض الهدايا إلى كثير من أقطاب التصوف وخصوصا الرموز الجديدة، وربما ضمن مسعى لخلق طبقة صوفية مساندة له. وقد ظهر حضور التصوف وقوته في المشــهد السياســي في انتخابات مالي الأخيرة، حيث التقى الرئيس المنتخب ثم المنقلب عليه إبراهيما كيتا برموز وعلماء وشــخصيات صوفية، ســاعيا إلى نيل بركاتهم وأصوات أتباعهم، كما حرك الشيخ الحموي محمدو بن حماه الله أتباعه بقوة لدعم أحد المرشحين الخاسرين.

160

Made with FlippingBook Online newsletter