الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

وفي موريتانيا استخدم التصوف بقوة كورقة سياسية مؤثرة، من قبل كل الأنظمة م، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس المختار 1978 السياسية المتعاقبة وخصوصا منذ ولد داداه الذي سعى إلى تقليص نفوذ وحضور الزعامات الصوفية في البلاد، ضمن ســعيه لفرض نظام سياســي جديد في بلد لم يعرف الدولة المستقرة قبل استقلاله م. 1960 في وفي الغالب فإن قداســة الزعامة الصوفية في الغرب الإفريقي مســتندة على عوامل أساسية من أبرزها: - حجم الوعود والإشــارات الروحية التي يطلقها المشــايخ الصوفيون فيما يتعلق بالآخرة وتحقيق الرغبات والمطالب وهو ما يضفي جوا من التقدير من المريدين تجاه أشياخهم. - البنية التنظيمية وشــبكة العلاقات في المجتمعات والدوائر الصوفية وهي علاقات متحركة فعالة تنتقل عبر الأجيال. - المصاهــرات لتعزيز العلاقات الصوفية: للمصاهرات دور وثيق في تمتين علاقــات الطــرق الصوفية في غرب إفريقيا، وقد نســجت هذه العلاقات جسورا قوية بين الطريقة التجانية على سبيل المثال وفروعها في مختلف دول غرب إفريقيا وبينها وبين الطرق الأخرى، وقد كان للشــيخ إبراهيم انياس تفكير نوعي في هذا المجال حيث أضاف إلى الرابطة الروحية مع أتباعه نســبا وصهرا، وجعل منهم بنين للفكرة وحفدة للمؤسس. وتضفي مصاهرة الأسر الصوفية رفعة في المجتمعات الإفريقية. وفي بعض الأحيان تحرص بعض الأسر الصوفية على حصر التزاوج بين أبنائها أو أسر صوفية مماثلة في الرتبة. وهو ما قد تنجر عنه حالات واســعة من العنوســة في الأسر الصوفية.

161

Made with FlippingBook Online newsletter