الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

إدارة مؤسسات المجتمع غير خاف أن علاقات التصوف قد انسابت بقوة في الأنسجة والبنى الاجتماعية في غرب إفريقيا وتداخلت الوظائف التي تؤديها الحضرات والخلفاء الصوفيون مع مختلف أدوار الدولة ووظائف المجتمع المدني ومن أبرز تلك الوظائف: بكل محطاته ومراكزه من مساجد وزوايا ورباطات تعليم إدارة الشــأن الديني: وتربية، وقد ارتبط كثير من المساجد في غرب إفريقيا بأشياخ ورموز من الصوفية، وفي أحيان كثيرة تحافظ المساجد الصوفية على معمار موحد وذلك اسلتهاما لروح المركز، وسعيا إلى نقل ذكراه إلى بقية الأقطار كما هي حال مساجد أتباع الطريقة الإبراهيمية في غرب إفريقيا، حيث تتشــابه المســاجد الإبراهيمية في شكل منائرها الأربــع وألوانها الخضراء محققة وحدة معمارية تتناغم مع وحدة الأذكار والتراتيل والوظائف الصوفية. وضمن هذه الوظيفة أيضا تصدت الطرق الصوفية بقوة للتنصير في غرب إفريقيا واســتطاعت أيضا أن تدخل الإسلام ملايين الوثنيين من الأفارقة. وأن تحمي الهوية الإسلامية للغرب الإفريقي قرونا عديدة. وذلك عبر بنى اجتماعية وتنظيمية محكمة من أبرزها إدارة العلاقة مع الأتباع: نظام الخلافة الذي يتم من خلاله انتقال السلطة الصوفية، وغالبا ما يتم داخل أبناء الشيخ المؤسس، هذا إضافة إلى مؤسسة الزاوية، وهي مؤسسات أقل انتشارا وقدرة من الخلافة المركزية، وتنتشر في موريتانيا على سبيل المثال عشرات الزوايا الصوفية مثل زاوية الشيخ سيدي المختار الكنتي، زاوية الشيخ محمد المامي، زاوية الشيخ محمد فاضل، زاوية الشيخ أحمد أبو المعالي الخ.. نظمت الطرق الصوفية قضاء شــرعيا أهليا تتعامل إدارة الأحوال الشــخصية: معه السلطات العلمانية في الغرب الإفريقي بمرونة، ومن خلاله يمارس المسلمون تعاليم دينهم في الزواج والتعازي وبقية المناسبات الاجتماعية، وغالب ما يتم تعيين القضاة والفقهاء الذين يديرون مهمة العقود والبيوعات من قبل الشــيخ أو الزعيم الصوفي في منطقتهم.

164

Made with FlippingBook Online newsletter