صراعات التصوف وعلى كل فإن جدار الســلم وأســوار الإخاء الصوفي في الغرب الإفريقي لم تخل من ثغرات ومنافذ دخلت منها رياح الفرقة ولهب الحرب الفكرية وحتى القتال ذو المعارك والأيام المروعة التي تساقى فيها المريدون كأس المنون فوارة الدماء. وتحتفظ حقائب التاريخ الصوفي غرب إفريقيا بحوادث كثيرة من بينها الحرب الطحون التي دارت رحاها بين الشيخ عمر الفوتي، والشيخ أحمد بن أحمد الكبير أمير دولة ماســينا القادرية، وقد أخذت الحرب طابعا عقائديا وتكتيكا اســتنزافيا، أضر بالطرفين وســبح بهما في بحار من دماء الأشــقاء مكنت المســتعمر الفرنسي من العبور والاستقرار في المنطقة وفق ما يلاحظ الباحث عبد الله محمود با، وإذا كانت حروب الحاج عمر الفوتي وأحمد بن أحمد الكبير الفلاني الماسني قد مزقت جسد مجتمع الفولان الذي ينتمي إليه القائدان ومزقت حبل المودة بين الطريقتين القادرية والتجانية فقد كان لها دور آخر أكثر بشاعة وهو تغذية أسواق النخاسة في . ( (( الغرب الإفريقي بآلاف المسترقين المهضومي الحقوق وقــد تجددت حــروب القادرية والتجانية مرة أخرى عبر حرب أم اشــكاك المروعة في الشرق الموريتاني بين أتباع الطريقة الحموية وأتباع القادرية، وأخذت . ( (( طابعا اجتماعيا عميقا جدا، خلال وقائعها المؤلمة ولم يزل الصراع بين الطريقتين يأخذ جوانب من الشد والجذب في المنطقة، بدلا من حروب الأسنة والرماح، " حرب زوايا ومحابر " ليتحول في مرحلة لاحقة إلى وتحتفظ ذاكرة التأليف في الغرب الإفريقي وخصوصا في موريتانيا بســيل كبير من المؤلفات والقصائد السجالية بين شعراء وعلماء الطرفين، ومع الزمن أخذت حدة الصراع تخفت بين الأطراف نظرا لدخول طرف ثالث يهاجم الطرفين وينتقد رؤاهما الفكريــة والعقدية وإن كانت نبال نقده أقســى على التجانية من غيرها، وهو التيار السلفي بشكل عام، الذي كاد أن يوحد الأطراف الصوفية المتنازعة في المنطقة. ، بحثمنشور ضمن كتابمالي: عودة العلاقة بين الأقوام والأعراق في مالي باه، عبد الله مامادو، ( (( . 25 الاستعمار القديم، مرجع سابق،ص التي وقعت بين أنصار الطائفة الحموية ومناوئيهم. أشݣاݣ حرب أم ( ((
172
Made with FlippingBook Online newsletter