الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

اقتصاديات التصوف يمثــل التصوف حالة اجتماعية ذات بعد اقتصادي مشــهود في غرب إفريقيا، وخصوصا في السنغال حيث تتحرك أسواق موازية وأنشطة واسعة الانتشار تصاحب المشــاهد والمناشط الصوفية، فعلى سبيل المثال تتحول مدينة طوبى خلال موسم صفــر مــن كل عام - إلى معرض يصل زبناؤه إلى أكثر من خمســة 16 ماغــال- ملايين زائر ومتبرك بمقام الشــيخ أحمدو بمبا، حيث تنشــط سوق النقل والملابس والمطاعم، ضمن سوق متعددة الملامح والأركان. وتنشــط خلال هذه المواســم أنواع متعددة من المناشــط التجارية المتعددة مــن بينها البضائع والمنتجات ذات البعد الصوفي مثل الكتب والتســابيح والصور والتماثيل والأيقونات والقبعات التي تحمل صورا أو شــعارات أو علامات للشيخ أحمد بمبا وخلفائه. وأكثر من ذلك مثلت طوبى وهي ثاني مدينة سنغالية من حيث السكان، مركزا أساسيا للتبادل التجاري خصوصا أنها أقرب إلى أن تكون دولة صغيرة تابعة لأسرة الشيخ أحمد بمب، وظلت الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء مجانية أو شبه مجانية في طوبى وضواحيها، وأسهمت طبيعة طوبى باعتبارها مدينة مقدسة لا تعيش نفس السيطرة الأمنية والإدارية في بقية مدن السنغال من انتشار وتوسع عمليات التجارة والتهريب التجاري بعيدا عن أعين المصالح الأمنية والرقابة الاقتصادية، وهو ما دفع الخلافة المريدية بعد ذلك إلى التعاون أكثر فأكثر من الأمن والدرك الســنغالي من أجل ضبط هذا المجال ووضع اليد عليه بقوة. ويصدق الأمر في مجال الأبعاد الاقتصادية كذلك على مدينة كولخ عاصمة الطريقة الإبراهيمية التجانية في السنغال، التي يفد عليها هي الأخرى أكثر من مليون زائر، وعلى مئات المواسم والاحتفاليات التي تقام في أغلب مدن الغرب الإفريقي.

173

Made with FlippingBook Online newsletter