الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

التصوف والسياسةفيالسنغال

( (( عبد العزيز مجالس

كثيــرًا مــا أثارت العلاقة بين الســلطة السياســية والدينية، فــي أغلب أنحاء العالــم وعبــر التاريخ، خلافات لا تخلو من حماس، ونجــد ذلك في التحليلات الجيوستراتيجية الدولية وفي المناقشات التي تهز بانتظام النخبة السياسية والإعلامية والفكرية في السنغال. وفي الواقع، وخارجًا عن المشكلة العامة التي يطرحها اليوم في جميع أنحاء يتمثل المنظور الديمقراطي " نمط إســ مي " العالم الموقف السياســي القائم على والعلماني السائد حاليّا، والمشاركة النشطة والواضحة للطرق الصوفية في السنغال لا يزال يثير ردود أفعال " النمط الإســ مي " في الحياة السياســية الوطنية، فإن هذا مختلفــة في الوســط الفكري. وتتراوح ردود الأفعــال تلك ما بين التحليل النقدي تلك الطرق بالزبونية، واتهام النخبة السياسية " شــيوخ " الذي يصل أحيانًا إلى اتهام بتقديم تنازلات سياســية لهؤلاء الشــيوخ، وهو تنازل يمس بشكل غير مسموح به (أتباع " المريديين " ...إلــخ. وبهذا المعنى، يبدو لنا أن حالــة " القيــم الجمهورية " بـ المريديــة، وهي الطريقة الصوفية الســنغالية الأكثر نفوذًا) تعتبر أكثر إثارة للاهتمام مــن غيرهــا من الطرق الصوفية في غرب إفريقيا، حيث ظلت الطريقة المريدية في قلب هذه الإشــكالية المتعلقة بالتداخل بين الديني والسياســي. وقد نشــأ عن هذه طوبا الصوفي السنوي » مغال « ( عبد العزيز مجالس، باحثسنغالي، عضو اللجنة العلمية لمنتدى (( بالسنغال.

177

Made with FlippingBook Online newsletter